عوالم سبقت عالمنا

 

عوالم سبقت عالمنا، لقد صار يتبين لنا بجلاء، أن مفهومنا
عن التاريخ الإنساني، ليس مغلوطاً وحسب، ولكنه في حاجة لمراجعة شاملة، فإن الدلائل
والإشارات على ذلك أخذة تتراكم، وتتعاظم لدرجة لم يعد من الممكن تجاهلها، أو
الإستهانة بها، ففي جميع أنحاء الأرض، راحت المكتشفات الأثرية، تبين ما هو على
النقيض التام من التصور التقليدي بخصوص الماضي البشري، ويبدو أن في الأفق ثورة
فكرية في طور التشكل اليوم، وتتبع منهج ثوري في النظر إلى أنفسنا، وإلى أصولنا
الحقيقية، ، فقد تم خلال القرنين الماضيين استخراج العديد من المكتشفات الأثرية
التي لا تتوافق مع المقياس الزمني التقليدي لعصور ما قبل التاريخ البشري، وهذه
المكتشفات التي تندرج تحت الغرائب الأثرية، تم تجاهلها في التقارير المكتوبة حول
الموقع الأثري، أو تم تركها مهملة في مخازن المتاحف، ليتراكم من فوقها التراب،
ولكن في جميع الأحوال، فإن الحجم الهائل لتلك المكتشفات المطمورة، والبعض المتميز
منها، يدعو إلى إعادة النظر في العوالم التي سبقت عالمنا.

إن تاريخ البشر على هذا الكوكب قديم جداًً، لدرجة يصعب
استيعابه، وعبر تلك العصور السحيقة، الموغلة في البعد، كانت فيها فترات زمنية
معينة ازدهرت فيها الحضارات المتقدمة علمياً وروحياً، حيث كانت المجتمعات يتم هديها
من جانب مرشدين حكماء متطورين روحياً، وبارعون للغاية في المهارات الميتافيزيقية،
لدرجة أنهم سيطروا على الموت من خلال التأمل العميق، وغيرها من المهارات الروحية
الخارقة، وهؤلاء الحكماء العقلاء، كانوا من العلماء العظام كذلك، إذ عرفوا كيف
يستخلصون كميات هائلة من الطاقة النظيفة بيئياً، ومن مصادر طبيعية لا تتعرض
للنضوب، فقد سافر الناس حينها إلى أبعد النجوم بواسطة مركبات فضائية متطورة
للغاية، وفائقة السرعات، فقد أتقنوا علوماً مضادة للجاذبية الأرضية، وكانوا على
تواصل مع حضارات فضائية أخرى من رحاب هذا الكون الشاسع المسافات، ولكن للأسف
الشديد، فإن الحضارات الإنسانية تتبع المسار الجيبي، بحيث تنحدر مباشرة إلى القاع
بعد أن ترتفع إلى القمة، فحين تصبح الحضارة في أوج ازدهارها، فإن الناس تتخلى عن
الطريق المستقيم، وينحرفون نحو المادية والدنيوية، وبالتالي يتلاشى العلم ويندثر،
فقد حدث الكثير من الكوارث الطبيعية بسبب التلاعب بالمسار الطبيعي للبيئة، وكذلك
الحروب المدمرة النووية، ما أدى إلى الدمار الشامل، وهذا الإنحطاط الحضاري لم يحصل
لمرة واحدة، بل لعدة مرات متكررة في الماضي البعيد، وهذا على الأقل ما تتحدث به
المخطوطات القديمة، وكذلك الأثار التي يتم اكتشافها هنا وهناك على هذا الكوكب
العريق، فهل نحن الأن، باندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، على أعتاب حرب عالمية
ثالثة، يتم من خلالها تدمير الحضارة الإنسانية، ثم يعيد التاريخ نفسه من جديد،
وهكذا دواليك، إلى ما شاء الله؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top