ما هى لغة الطيور والحيوانات والحشرات؟.. هل بالفعل للطيور والحيوانات والحشرات
لغة خاصة بها؟ في القرآن الكريم يحكي لنا الله عز وجل ويقول “قالت نملة يا
أيها النمل ادخلوا مساكنكم، ليحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون”.. هنا
النملة تتكلم مع سليمان، والغريب أنه كلام عجيب، جملة مفيدة، والهدهد يقول لسليمان
“أحط بما لم تحط به، وجئتك من سبأ بنبأ يقين” الهدهد هنا يتحدى علم
سليمان، بمعني أنني أعرف ما لا تعرفه أنت!!. ويشرح الهدهد الحكاية لسيدنا سليمان،
ويحكي “إني وجدت امرأة تملكهم، وأوتيت من كل شئ، ولها عرش عظيم”..
“وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله، وزين لهم الشيطان أعمالهم”..
الهدهد هنا عارف كمان حكاية الشيطان. “فصدهم عن السبيل، فهم لا يهتدون”
وفي الأخر نسمع الهدهد وهو يعلق ويقول “ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخلق في
السماوات والأرض، ويعلم ما تخغون وما تعلنون”.. وهنا العجب العُجاب.. الهدهد
كما لو كان الإمام الشعراوي، أو هو الإمام الغزالي، إنه فقيه وليس هدهد، فمن يتحدث
بهذا الكلام دارس للفقه وأصول الدين!.
التعجب من الأمر:
وفي الواقع نحن نستعجب عند قراءة القرأن الكريم في مسألة كلام الطيور
والحيوانات والحشرات، إضافة إلى الجمادات وغيرها، أي أن الكون كله ومخلوقاته حي
متكلم، عليم وعارف ومتفقه “تُسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن”
“وإن من شئ إلا يسبح بحمده، ولكن لا تفقهون تسبيحهم” “وسخرن مع داوود
الجبال يسبحن والطير” “إن سخرن الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق”.
وهنا الأمر مدهش، لأننا دخلنا في حكاية الكون كله يتكلم، لا حكاية حيوانات فقط،
ولا طيور فقط. ولا حكاية نملة تتحدث، بل الكون كله.
الحيوانات والطيور والحشرات نفوس:
عندما يقرأ الإنسان في القرأن الكريم، يشعر أن الحيوانات والطيور والحشرات نفوس، مثلنا بالظبط، كل ما في
الأمر، أن الله ابتلاها بهذه الأجسام، وهذه الهياكل الدنيئة، وأخضعها لنا لحكمة
ما. إنما لما نقرأ كلامها نشعر بأنها نفوس، وليست مجرد حيوانات وطيور وحشرات، كما
ننظر لها باستهزاء، والقرأن الكريم يشرح تلك المسألة، ويقول “وما من دابة في
الأرض ولا طائر يطير بجناحية إلا أمم أمثالكم”. فالأمر به مثلية، فكما لنا
أمم، لهم كذلك أمم. وبالتالي سيكون لهم ملوك وقيادات.
“وما من دابة في الأرض و طائر يطير بجناحية، إلا أمم أمثالكم، وما
فرطنا في الكتاب من شئ، ثم إلى ربهم يحشرون”.
“وإذا الوحوش حُشرت”.
إذن الجميع سيُبعث، ويُحشر، وهنا المسألة أكبر بكثير جداً مما نتصور، ويا
ليت الأمر سيقتصر على البني أدم والحيوانات والطيور والحشرات، بل للجميع، فالله
يقول “يوم يقوم الناس لرب العالمين” “يوم يقوم الروح والملائكة
صفا” “ومن أياته أن تقوم السماء والأرض بأمره”.. هنا السماء كلها تُستدعى،
والأرض تُستدعى. وبالتالي سوف تُسأل.
أسماء اليوم عجيب:
والله سبحانه وتعالي أطلق على يوم البعث، أو يوم الإستدعاء، أسماء عجيبة:
·
الحاقه.
·
الصاخه.
·
الطامه.
·
ذلك
يوم مجموع له الناس.
·
وذلك
يوم مشهود.
·
يومُُ
عبوساً قنطريرا.
·
يوم
يجعل الولدان شيبا.
·
يوم
الحشر الأعظم.
دعوة للتفكير:
أمام كل هذا “هل من الممكن أن يكون مصير الكلب الذي أربيه أفضل من
مصيري مثلاً في الأخرة؟” الإجابة “الله أعلى وأعلم”.
فهنا الكلب ليس كلباً، بل هو “نفس”.
وقد وردت تلك النفوس في القرأن الكريم، ولها علم وفقه كما بينت لكم.
وأحياناً الواحد يرى النملة سائرة على الحائط، وأسأل نفسي “يا ترى
رأيها في شخصي إيه؟.
إن المسألة يا سيادة أصبحت كبيرة، وعندما أتفكر بأن الكون كله سوف يتم
استدعائه يطير من عيني النوم. فالأمر جلل وعظيم، وله رهبة.
أقوال العلماء:
حين يتحدث العلماء عن لغة الطيور والحيوانات والحشرات، لا نجد إلا القليل
من المعرفة لديهم، وكل ما نقرؤه في الكتب العربية والأجنبية عن لغة الحيوانات
والطيور والحشرات كلها عبارة عن فتات موائد، ومعلومات عن كل ذلك قليلة،
فمثلاً يقول العلماء عن النمل “نعم. النمل ينظم نفسه في مجتمعات،
ويوزع المهام بين أفراده، إذن لابد أن يكون هناك لغة مشتركة بين أفراد النمل
ليتفاهموا بها”.. وحين تسأل نفس العلماء عن تلك اللغة، وما هيتها، يجيبون
بأنها من الممكن أن تكون لغة إيمائية، بمعنى أن كل نملة عندما تقابل نملة، فإنها
تقبلها، وتفرز إفراز معين بلسانها، فالنملة التي تتلقى الإفراز تفهم منه مُراد
النملة الأخرى!! وهكذا.
أو يتحدثون عن وجود إشارات ما بين النمل بالأيدي!!.
ومن هنا فإن علم هؤلاء محدود جداً عن ماهية لغات الحشرات والطيور
والحيوانات.
كذلك في الطيور يقول العلماء، أن تلك الصوصوات الصادرة عنها، هى مجرد أن كل
صوصوة تدل على شئ ما يريده الطير من الأخر.
دلائل أن الحيوانات والطيور والحشرات هى نفوس:
إن العلم الوضعي الذي نتعامل به على الأرض، هو علم يقف عاجزاً عن فهم لغة
الحيوانات والطيور والحشرات، وأي كائنات ومخلوقات أخرى.
فكل العلوم الأرضية تتحدث عن لغات إشارية، فحين نتحدث على سبيل المثال عن
“النحل” فهى تدلل على لغاتها بالرقص، فالنحلة ترقص رقصة معينة بزاوية
معينة، فيفهم منها كل النحل مكان الحقل المزهر بالنسبة للشمس، وعندما يكون الحقل
بعيداً، فإنها ترقص بحركات بطيئة ببطنها، وحين يكون قريباً، فتعمل ببطنها حركات
سريعة.. وهكذا.
ولكن القرأن الكريم يدلنا على الحقيقة، وأن الأمر أمر لغة بالفعل، وذكر لنا
الهدهد، وهو يتحدث كما لو كان إماماً، أو فقيهاً، وقس على هذا كل الكون بمخلوقاته
جميعها.
ولأن القرأن الكريم هو الحُجة الوحيدة الباقية، فلابد أن يكون الكون
ومخلوقاته كما أخبرنا به في أياته الكريمة.
كيف يكون الكون متكلماً؟
لا غرابة في هذا، فعظمة الصانع تبدو في عظمة صنعته، والنفس الرحماني ساري
في كل شئ، وما دام الأمر هكذا، فلابد أن يكون الكون ومخلوقاته جميعها لها طرف في علم
الله، فيصبح كل شئ متكلم، ومُسبح، وعليم . إلى أخر ذلك.
فمن الناحية البديهية يبدو الأمر بالفعل معقولاً جداً.. فعلى سبيل المثال..
نحن نصنع الكمبيوتر، وهو يحسب ويجمع ويطرح، وعنده ذاكرة، أي أننا أعطينا له أشياء
من صفاتنا نحن، ومن هنا عظمة الإنسان انعكست على عظمة صنعته، وهو الكمبيوتر. وقس
على ذلك الكثير من الأمثلة. فما بالنا بصنعة الخالق الأعظم الله رب العالمين.
وسبحان الله.
ما هى لغة الطيور والحيوانات والحشرات؟.. دمتم بخير، وإلى اللقاء مع مقال جديد.