بوتين ومستنقع أوكرانيا

 


بوتين ومستنقع أوكرانيا.. الحروب من اختراع العقل البشري، ولكن العقل البشري يستطيع كذلك أن يختراع
العدالة مع السلام، ولو أن كل حاكم لأي دولة اختار العدالة والسلام، ما نشبت
الحروب في العالم، ولكنه على ما يبدو، سنن الله في كونه، أي التدافع والصراعات
التي لا تنتهي بين البشر، ومذ صار للإنسان دولة بنظمها وأشكالها المختلفة الحالية،
والحروب لا تنتهي، ومن هنا صار امتلاك أسباب القوة هو من البديهيات، لكي تأمن كل
دولة شر الدول الطامعة في امتلاك ثرواتها، ونلاحظ أن كل الدول العظمى، ومنذ اختراع
القنبلة النووية، لا تتصارع مع بعضها بشكل مباشر، بل عن طريق وكلاء لها من هنا
أوهناك، فميزان الرعب النووي هو الحاكم والرابط والمانع لهذا الصراع المباشر، وقد
تقوم دولة عظمى بمهاجمة دولة عادية، كما هو الحاصل الأن بين روسيا كدولة عظمى،
وبين أوكرانيا كدولة عادية، فتأتي أمريكا القوة الأعظم في العالم لتعترض، ولكن
بدون مواجهة مباشرة، وإلا تنقلب كل المعادلات، ونصبح أمام خطر داهم قد يعصف
بالحضارة الإنسانية كلها، فيأتي دور الوكلاء الأوربيين لأمريكا، ليتصدروا المشهد، ولو
إلى حين وحسب التطورات، وفي مقدمتهم بريطانيا كأكبر قوة اقتصادية وعسكرية في
أوروبا.

إن الحروب شئ بغيض يقتل
الحرث والنسل، ويزهق الأرواح، ومن المفترض أن تشتعل الحرب فقط دفاعاً عن النفس ضد
خطر داهم، وفي حالة روسيا، لم تشكل أوكرانيا خطر داهم ولا يحزنون، بل هى افتراضات
لخطر لم يولد بعد بشكل فج، ولكنها غطرسة القوة، والطمع في السيطرة على الجار،
وضمه، ومن المدهش، أن بوتين رئيس روسيا، لم يضع في حساباته قط، أن هناك شعب سوف
يقاوم بشده غزو أراضيه، وأن من خلفه أمريكا وأوروبا ودول العالم الإسلامي التي
تضررت منه في سوريا والشيشان وغيرهما، سوف تدعمه بكل تلك الحماسه، فكانت تلك
الخسائر الفادحة لروسيا في الأرواح والمعدات، ولتصبح أوكرانيا هى المستنقع الذي
غرس في وحله ومياهه بوتين، ولن تقوم له قائمة لينتشل نفسه ودباباته منه، إلا
بالإنتحار إن فكر وأطلق سلاح نووي أو كيماوي على أوكرانيا.

 بوتين ومستنقع أوكرانيا.. مع تحياتي للجميع.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *