فعلاً، لا أمان لها، وهى كالبحر، لا كبير لها، فكم من سباح ماهر غرق مع دوامات
البحر، فهاهى أسبانيا حين غرقت في دوامة المنتخب المغربي، ومن قبلها الأرجنتين
حالما تلاطمت أمواج المنتخب السعودي، فغرقت معها، وبالأمس.. نفس الشئ حدث مع
المنتخب البرتغالي، لما أكله بالهناء
والشفاء المنتخب المغربي، ليصل بكل أريحية للدور قبل النهائي، وكلي يقين بأن
الفريق المغربي، لن يكون له هدف، وأنا أكتب مقالي هذا، وحتى موعد مباراته مع
فرنسا، سوى سن أسنانه، وتطويل مخالبه،
لالتهام ديوك فرنسا، ليصل بعدها أسود الأطلس للدور النهائي، والإتيان بكأس العالم
للمرة الأولى في تاريخ العرب والقارة الأفريقية.
إن المنتخب الفرنسي، كان
قد سقط في فخ المنتخب التونسي في الأدوار الأولى من بطولة كأس العالم لكرة القدم،
المقامة في قطر، وليس معنى ذلك، أن الفريق الفرنسي سيكون صيداً سهلاً، أما
المغاربة، فالمنتخب الفرنسي سيلعب بكل قوته الضاربة، فالأمر حياة أو موت له، ولكن
المنتخب المغربي بحماسته المعهوده، وثقته بنفسه، ومهارة لاعبيه، وصلابته الدفاعية، يصبح قادراً، مع مهارة لاعبيه، التغلب
بعون الله على عقبة فرنسا، بل وقرقشة عظامها.
نعم، ما أجمل كرة القدم،
حين تحقق الإنتصار، وما أقساها حين الهزيمة، ولكنها في كلا الحالتين، تصبح
الساحرة، وليت العالم يتخذ منها وسيلة لحل خلافاته السياسية بين دوله، بدلاً من
اللجوء للحرب، ولو أن “بوتين” أتى بفريقه الروسي في دولة محايدة، وأقام
مباراة في كرة القدم مع المنتخب الأوكراني، لحللنا المشكلة، ووفرنا الدماء
والأرواح والممتلكات، والفائز في تلك
المباراة، من حقه أن يفرض شروطة على الطرف المهزوم، وكفى الجمع شر القتال.
كان لي سنين طوال أهملت مشاهدة
مباريات كرة القدم، ولكن إبهار بطولة قطر، وما أنجزته المنتخبات العربية، أعادني
للساحرة المستديرة من جديد، وكم كان جميلاً، تلك الفرحة الطاغية التي شعرت بها مع
إنجاز الفريق المغربي البطل المغوار، وكل ما أتمناه الأن، أن يقتنص أسود الأطلس
كأس العالم، وهم لها بعون الله تعالى، وفي النهاية “ألف مليون مبروك للمغرب
وأهلها وملكها”.