لكرة القدم سيلاقي المنتخب البرتغالي في دور الثمانية في بطولة كأس العالم لكرة
القدم، والمقامة في دولة فطر، وكل الأمنيات الطيبة للفريق المغربي، بلاعبيه ومديره
الفني الوطني، وإدارييه، وأن يحققوا الفوز الثمين، والوصول لدور الأربعة، ومن ثم
الوصول للنهائي، أي أن الأمر كله يحتاج إلى الفوز في مباراتين اثنتين، وهذا ليس
بالعزيز، ولا المستحيل، على هذا الفريق المغربي العربي الذي عرف طعم التفوق
والفوز، والذي أتى له بلعبه الرجولي، وخططه الفنية، ومهارة لاعبيه، والتي لا تقل
في جودتها عن أعظم فرق العالم، ومن ثم، هذا التشريف الرائع والمُستحق لكل عربي من
المحيط للخليج، ولكل عربي على امتداد الكرة الأرضية.
إن ما حققه المنتخب
المغربي، هو أعظم إنجاز كروي لفرقة جماعية عربية على مر التاريخ، وقد أثلج صدورنا
جميعاُ، والدلالة البارزة في الموضوع، هو أن العنصر العربي، قد أثبت جدارته، متى
توفرت له الظروف البيئية المناسبة، والخطط الفنية المحكمة، والحماسة الوطنية
اللازمة، بحيث لا يقل أبداً، عن العنصر الأوروبي، أو اللاتيني، أو أياً ما كان.
إن دولة قطر الحبيب، قد
قدم النموذج العربي في أبهى صوره، من الناحية التنظيمية، ليبهر العالم، وليقول لكل
من شكك، أننا العرب قادروزن على التفو الحضاري، وأننا لسنا أمة خاملة، لا زالت
تسكن الخيام، وترعى الإبل، كما يصورنا أعداءنا، لتكتمل من بعد ذلك الصورة الرائعة،
بالتفوق الكروي على أرض الملاعب، ممثلاً أولاً بالمنتخب السعودي، الذي قاز على أحد
مرشحي أخذ البطولة، ألا وهو المنتخب الأرجنتيني، والذي كان له أبلغ الأثر في تحفيز
باقي الفرق العربية، ومنها المنتخب التونسي، ومن بعده المنتخب المغربي.
إن الدرس المستفاد من تلك
البطولة العالمية الرائعة، أن الأجيال الحالية من النشئ والفتيان والشباب العربي،
قد اكتشفوا بأنهم قادرون على تحقيق الإنجاز، ليس في مجال كرة القدم وحخسب، بل بعون
الله في كل مجالات الحياة، وهو ما آرق أعداء العرب والمسلمين، خاصة وأن دولة قطر
قد تمسكت بهويتنا الإسلامية العربية، فجاء حفل افتتاح البطولة بادئاً بآية كريمة
من القرآن الكريم، إضافة إلى منعها المشروبات الكحولية داخل الملاعب، وهو ما ساهم
بشكل كبير في خلو تلك البطولة من أي شغب في مدرجات الملاعب والحمد لله.
ألف مبروك لدولة قطر على
هذا التنظيم الإستثنائي الرائع لبطولة كأس العالم في كرة القدم، وبعون الله تكتمل
تلك السيمفونية الخالدة على خير، لتكون نموذج يُحتذى في كل البطولات القادمة، كما
أهنئ الفريق المغربي على إنجازه العظيم، وأتمنى له كل التوفيق في مباراة اليوم مع
الفريق البرتغالي، ليستمر عُرس الفوز والتفوق وفرحة قلوب ملايين العرب.