
الرئيس عون للعربية: رسالتنا واضحة لإيران.. عدم التدخل في الشؤون اللبنانية
في مقابلة جرت مؤخراً، أكد الرئيس اللبناني ميشال عون على موقف لبنان بشأن التدخلات الخارجية، مشدداً على أهمية عدم تدخل أي دولة في شؤون لبنان الداخلية. لقد كان حديثه واضحاً وصريحاً، حيث أشار إلى أن لبنان يسعى للحفاظ على سيادته واستقلاله، وأن الرسالة التي يود إيصالها إلى إيران هي ضرورة احترام هذه السيادة وعدم التدخل في شؤون البلاد.
تأتي تصريحات الرئيس عون في وقت حساس تمر به المنطقة، حيث تتشابك الأزمات السياسية والاقتصادية. فقد شهد لبنان على مر السنوات الماضية سلسلة من الأزمات التي أثرت على جميع جوانب الحياة فيه، وتسبب التدخلات الخارجية في تفاقم هذه الأزمات. ولذلك، اعتبر عون أن الوقت قد حان للتماسك الداخلي وتجنب أي تأثيرات خارجية قد تهدد استقرار البلاد.
أشار أيضًا إلى أن لبنان يمتلك القدرة على إدارة شؤونه بكرامة واستقلالية. فقد أكد عون أهمية الحوار الوطني كأسلوب لحل المشكلات الداخلية، ودعا جميع الأطراف السياسية إلى التعاون من أجل بناء وطن أكثر استقرارًا. في هذا السياق، شدد على ضرورة الاستماع إلى صوت المواطنين والتعامل مع مطالبهم بشكل جدي، الأمر الذي يعكس التزام القيادة اللبنانية بتحقيق التنمية والازدهار.
تطرق الرئيس عون خلال حديثه إلى التاريخ الطويل من العلاقات بين لبنان وإيران، حيث أشار إلى أن هذه العلاقات يجب أن تكون مبنية على الاحترام المتبادل والاعتراف بسيادة الدول. إن التجارب الماضية تعلم اللبنانيين أهمية الحفاظ على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، كما يجب على الدول الأخرى احترام هذا المبدأ في التعامل مع لبنان.
تجدر الإشارة إلى أن لبنان يعاني من أزمة اقتصادية خانقة، تتطلب تكاتف الجميع للخروج منها. وقد أكد عون أن هذه الأزمات تتطلب تعاونًا داخليًا قويًا، مؤكدًا أن المساعدات الخارجية يمكن أن تأتي كعامل مساعد إذا كانت مصحوبة بشروط تحترم السيادة اللبنانية. ومن هنا كانت الدعوة واضحة إلى عدم تحويل أي مساعدات أو جهود دولية إلى وسيلة للتدخل في السياسة اللبنانية.
في ختام حديثه، أعرب الرئيس عون عن أمله في أن يفهم الجميع في المنطقة، بما في ذلك إيران، أن لبنان هو وطن لجميع أبنائه، وأن التعاون يجب أن يكون قائمًا على الاحترام المتبادل وليس على التدخل في الشؤون الداخلية. وأكد أن اللبنانيين هم من يقررون مصيرهم ومستقبلهم، ومن حقهم أن يعيشوا في سلام وأمان بعيدًا عن أي تأثيرات خارجية. إن الرسائل التي وجهها الرئيس عون تعكس تطلعات الشعب اللبناني نحو الاستقلال والسيادة، وهو ما يسعى الجميع لتحقيقه في هذه المرحلة الحساسة.
لقد كانت توضيحات الرئيس عون بمثابة دعوة مفتوحة للتعاون الإقليمي البناء، مشددًا على أهمية وحدة الصف اللبناني في مواجهة التحديات، وعلى ضرورة المضي قدمًا نحو تحقيق رؤية مشتركة تنعكس إيجابياً على مستقبل البلاد.