إن الحرب الروسية الأوكرانية هى حرب عبثية، خاصة
من الجانب الروسي المعتدي، فليس هناك شعب يقبل باحتلال أرضه، وتسليمها دون مقاومة،
فلم يحدث هذا أبداً، وعلى مدار التاريخ الإنساني، وإلا، فليدلني أحد على أمر من هذا قد
حدث.
إن أحلام بوتين قيصر روسيا في التوسع، وإعادة
الإمبراطورية السوفيتية الغابرة، هو أمر مستحيل، فالصخرة التي تقف عقبة في طريق
حلمه، هى صخرة لها وتد ممتد، لا تزحزحها ريح مهما بلغ عنفوانها، فأمريكا والغرب لن
يسمحوا بهذا، ولو على جثثهم، فهاهم إلى جانب أوكرانيا، يمدونها بأحدث أنواع الأسلحة،
وإن طال الأمر للأبد.
إن أخشى ما أخشاه أن يرتكب بوتين الخطيئة
الكبرى في نهاية المطاف، فبعد أن يتم استنزافه، وحصره في ركن من الطاولة، أن يقلب
الطاولة تلك على الجميع، فيكون الإنفجار النووي، وساعتها تعود الحضارة الإنسانية
إلى شتاء طويل، لا زرع ولا ضرع فيه، بل الخراب الشامل، وعودة إلى العصور الحجرية،
وكأن لا حياة كانت هنا على كوكب الأرض.
أصارحكم، بأنه على امتداد عمري، لم
أشعر يوماً، إلا وبأننا نعيش في عالم من المجانين، عالم لا تحكمه سوى الصراعات
والأطماع، والتكالب على من يحوذ السلطة والمال والجاه والسلطان، أكثر من الأخر, ولكن، ربما هذا يكون هو
ديدن الحياة، وناموسها الطبيعي، ولله الأمر من قبل ومن بعد.