close
رأي

هل تنجح واشنطن في سحب سوريا إلى المعسكر الغربي؟

هل تنجح واشنطن في سحب سوريا إلى المعسكر الغربي؟

تُعدُّ سوريا واحدة من أكثر الدول تعقيدًا في منطقة الشرق الأوسط، نظرًا لتاريخها الطويل من النزاعات والصراعات السياسية. وفي ظل الأوضاع الجيوسياسية الراهنة، يطرح سؤال رئيسي: هل ستتمكن واشنطن من سحب سوريا إلى المعسكر الغربي؟ للإجابة على هذا السؤال، يجب أخذ عدة عوامل في الاعتبار.

أولًا: الخلفية التاريخية والسياسية لسوريا

تعود النزاعات في سوريا إلى عقود مضت، حيث تأثرت البلاد بالعديد من المتغيرات الإقليمية والدولية. بعد اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011، ظهرت عدة قوى محلية ودولية تتنافس على النفوذ في البلاد. حيث دعمت بعض الدول، مثل الولايات المتحدة، جماعات المعارضة، بينما دعمت دول أخرى كروسيا وإيران الحكومة السورية. يُظهر هذا الانقسام العميق في الآراء حول مستقبل سوريا وتحديد من ينتصر في هذا الصراع.

ثانيًا: موقف الولايات المتحدة

تحاول الولايات المتحدة تعزيز وجودها في منطقة الشرق الأوسط منذ عقود، وذلك من خلال إقامة تحالفات استراتيجية. وقد شهدت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، ثم إدارة الرئيس الحالي جو بايدن، تغييرات في سياستها تجاه سوريا. هناك رغبة في احتواء النفوذ الإيراني والاستجابة للتحديات الأمنية التي تمثلها التنظيمات المتطرفة. ومع ذلك، تواجه الولايات المتحدة صعوبات كبيرة في تحقيق هذا الهدف بسبب التعقيدات المحلية والدولية.

ثالثًا: العلاقات الدولية وتأثيرها على سوريا

تسعى واشنطن إلى إضعاف التواجد الروسي والإيراني في المنطقة، وقد اتبعت استراتيجيات متنوعة لتحقيق ذلك، تشمل فرض العقوبات وتقديم الدعم للمعارضة. لكن روسيا وإيران تعملان على تعزيز مصالحهما في سوريا وتقديم الدعم العسكري والاقتصادي للحكومة السورية. هذا يتطلب من واشنطن التفكير في كيفية تحسين موقفها في ظل هذه المعادلات المعقدة.

رابعًا: موقف الحكومة السورية

تستمر الحكومة السورية، بقيادة الرئيس بشار الأسد، في تأكيد سيطرتها على معظم الأراضي السورية. وقد استغلت هذه الحكومة الانقسامات الدولية لتعزيز موقفها، حيث حصلت على دعم كبير من روسيا وإيران. ومن غير المرجح أن يُقبل الأسد بأي تحولات قد تطرأ على التحالفات دون أن يُظهر فائدة استراتيجية له.

خامسًا: احتمالات النجاح أو الفشل

النجاح في سحب سوريا نحو المعسكر الغربي يتطلب استراتيجيات واضحة وتعاونًا دوليًا فعّالًا. يجب على واشنطن أن تقدم حوافز ملموسة للجمهور السوري، يمكن أن تشمل الدعم الاقتصادي وإعادة الإعمار. إلا أن العقوبات والسياسات الحالية قد لا تكون كافية لتحقيق تغيير حقيقي في الوضع.

بالمقابل، الفشل في تحقيق هذا الهدف قد يؤدي إلى تجاهل آخر للسياق السوري وتفاقم الأزمات الإنسانية والسياسية في البلاد. إن هذا قد يُثبِّت بالفعل للعالم أن سوريا ستبقى في حاضنة النفوذ الروسي والإيراني.

ختامًا:

يبدو أن الطريق أمام واشنطن طويل ومعقد من أجل سحب سوريا إلى المعسكر الغربي. إن النجاح يتطلب تغييرات استراتيجية ومرونة في التفكير. ومع دخول قوى جديدة وظهور تحديات متزايدة، ستبقى سوريا محط أنظار العالم، وقد يكون مستقبلها مرهونًا بمزيد من الحوار والتعاون الدولي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى