نجحت قطر
بامتياز مع مرتبة الشرف، وأقصد نجاحها المبهر في تنظيم بطولة كأس العالم لكرة
القدم، ولذا، لن تجدي تلك الأصوات الحاقدة من العالم الغربي، فهم لا زالوا ينظرون للعرب
والمسلمين نظرة استعلاء وأنفه، إذ كيف لدولة عربية مسلمة تعيش في الصحراء، أن تبهر
العالم بهذا التنظيم الذي لم يسبق أن فعله أحد من قبل، لا الدول الأوروبية، أو
روسيا، أو جنوب أفريقيا، أو بعض دول أمريكا اللاتينية.
إن دولة قطر استطاعت، وعن
جدارة، أن تشرف كل العالم العربي والإسلامي، خاصة وأنها تمسكت بعروبتها وإسلامها،
سواء من خلال حفل الإفتتاح الرائع الذي بدأته بأية قرآنية تحث على التعارف بين
شعوب الأرض، وأن لا فضل لأحد على أحد، إلا بتقوى الله، كذلك، فقد منعت قطر أي نشاط
للمثليين جنسياً على أراضيها، والقرار الرائع الذي منعت بموجبه شرب الخمور والبيرة
أثناء المباريات، أو في المناطق المحيطة بملاعب كرة القدم.
نعم، نجحت قطر في فرض
احترام العالم لها وللعرب والمسلمين، بعد هذا التقدم المبهر في كل ربوع قطر، وكذلك
تمسكها بهويتها العربية والإسلامية، وليس هذا فقط، بل كان فوز المنتخب السعودي على
المنتخب الأرجنتيني بالأمس، ليكمل صورة التفوق العربي، ليجبر كل هذا العالم أن
ينتبه، أن هناك بشر حقيقيون يعيشون في بلاد الشرق، ليسوا من فصيلة القرود في
الغابات، كما كان يحلوا لهم هذا التصوير البغيض، والأن تغيرت الصورة غصباً عنهم،
فتم محو تلك الصورة النمطية العنصرية للأبد، ولا ننسى كذلك تعادل المنتخب التونتسي
مع المنتخب الدنماركي الأوروبي القوى.
في النهاية، أهمس في أذن
كل من راهن على فشل قطر في تنظيم البطولة العالمية، الأن خسأت، ويبقى أن أرجو من
كل عربي، وكل مسلم، أن يفخر بعروبته وإسلامه، وأن يرفع رأسه فخراً وتيهاً أمام
العالم، فشكراً لك قطر، ومعها السعودية ، وكذلك تونس، ولا مانع من الحلم بالحصول
كعرب على كأس العالم لكرة القدم.