شيرين ابو عاقله والقصاص العادل

 

دون محاكمة.. دون قاض.. دون شهود إثبات.. دون شهود نفي..
دون مداولات وتأجيل جلسات.. دون نيابة.. دون أدلة اتهام لا تقبل الشك والتأويل..
دون حكم صادر يعقبه استئناف في درجة قضاء أعلى.. دون حكم بات في النهاية يقتضي
ارتداء بذلة للإعدام مميزة اللون.. دون أي شئ لأي شئ.. كان حكم الإعدام الميداني رمياً بالرصاص للأخت العزيزة نوارة فلسطين “شيرين ابو عاقله.. التي أدمت قلوب ملايين
البشر حول العالم.. لا لشئ.. إلا لأنها كانت ضمير فلسطين الصارخ في وجه تلك الدولة المارقة
التي تحتل وطنها غصباً وعدوانا منذ عشرات السنين.

إن “شيرين ابو عاقله” ستسأل قاتلها يوم
القيامة “بأي ذنب قتلتني؟، ألاني كنت فلسطينية أنقل الحقيقة صوتاً وصورة لتوثيق
جرائم دولتك المزعومة؟، أم لأنك كنت تريد إيلام شعبي عند فقدي، فآلمت ليس شعبي
فقط، بل كل شعوب الأرض؟.

إن مشهد “شيرين ابو عاقله” وهى مطروحة على
وجهها غدراً برصاصة العدو الذي يحتل أرضها، ستظل ماثلة ما بقيت الحياة، لتشهد على
زيف هذا العالم المجنون الذي نحياه، وإن لم يتم القصاص من قاتلها، فنحن حينها أمام
مُعضلة حقيقية، سيدفع ثمنها الجميع، لأننا بذلك، نصبح في غابة حقيقية، البقاء فيها
فقط للقتلة والمجرمين وسفاكي الدماء.

“العربي الجيد هو العربي الميت”، عبارة قالها
“بن جوريون” مؤسس هذا الكيان الغاصب لأرض فلسطين، ومن الغريب أن
كل المطبعين العرب لا يفهمون هذا، ولا يدركوه، وسنفيق ذات يوم على مصير مظلم يشبه
مصير الهنود الحُمر في أمريكا، حين غزا أراضيهم وقارتهم المستعمر الأوروبي الأبيض،
فأباد منهم الملايين بدم بارد، لتصبح أمريكا على ما هى عليه الأن، دولة عظمى تقف
على جماجم السكان الأصليين.

أن جريمة قتل “شيرين ابو عاقله” لا يجب أن
يطويها النسيان، كما حدث مع كل جرائم الكيان الغاصب لفلسطين، إذ يجب هذه المرة، ألا
يفلت القاتل بجريمته، وإلا فلتكفوا عن ممارسة مهنتكم في نقل الخبر الميداني،
ولتكتفوا بإذاعته من استديوهاتكم وكفى، وحديثي موجه لكل قنوات العالم
الإخبارية، وليس فقط لقناة الجزيرة التي كانت تعمل “شيرين” بها كمراسلة
صحفية جابت أرض فلسطين.

رحم الله “شيرين ابو عاقله” وأسكنها فسيح
جناته، ولتصمت للأبد تلك الأصوات الناعقة، بأنها مسيحية ولا يجوز الترحم عليها،
ولهؤلاء أقول “أليس الله بأرحم الراحمين؟، ومقتل شيرين بتلك الطريقة البشعة،
ألا يكفيها لدخول الجنة، ووضعها مع زمرة الشهداء، خاصة وأنها كانت تؤدي عملها
السامي الشريف حين تم قتلها؟”، نعم “شيرين” كانت تشبه الجندي في
ميدان القتال الذي يدافع عن أرضه وعرضه وكرامته، ولا فرق هنا بين مسلم ومسيحي، كما
وأن نقل الحقيقة عبر كاميرا وميكرفون، لا يقل في أهميته عن المقاوم حامل البندقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top