ما هى اللغة الأم في العالم؟
ما هى اللغة الأم في العالم؟.. أحياناً
أفكر في موضوع اللغات، إذ أن هناك خمسة ألاف لغة موجوده في العالم، منهم 2000 لغة
في أمريكا وحدها. والسؤال المنطقي والجوهري “هل تلك اللغات انبثقت وظهرت
للوجود من تلقاء نفسها؟ ألا تقرب لغة لأختها أبداً؟ أم أن هناك علاقة وصلة ما بين
كل لغة وأخرى؟”.
العلاقة بين اللغات:
نعم.. هناك علاقة بين اللغات وبعضها
البعض، والدليل على سبيل المثال كلمة “كهف” في اللغة العربية، تجدها في
الإنجليزية “كِيف”، وفي الفرنسية “تاف”، وفي الإيطالية
“كافا”، وفي اللاتيني “كافوس”. حقاً إنه شئ غريب. مثال أخر،
كلمة “نبيل” في اللغة العربية، نجدها في الإنجليزية “نوبل”، وفي
اللاتينية “نوبيلس” وفي الفرنسية “نوبيل”.
إنه أمر به العجب. أليس كذلك؟. كلمة “القصر”
على سبيل المثال، نجد تلك الكلمة العربية في الإنجليزية “كاسل”، وفي
الإيطالية “كاستلو”. كلمة “القسط” فى الإنجليزية نجدها
“جست”، وفي الفرنساوي “جوست”، وفي الإيطالي “جستو”.
كلمة السكر” في الإنجليزية نجدها “شوجر”، وفي الفرنسية “سيكر”،
وفي الألمانية “ذوكر”، وفي الإيطالية “ذوكوره”. والسؤال هنا
“من أخذ لغته ممن؟ وما هى اللغة الأصل؟ وهل هناك لغة أم، تسلسلت منها كل
اللغات وتنوعت؟” وهذا هو السؤال الكبير الذي من الممكن أن نجد إجابته عند
متخصصي اللغات، والذين يعكفون على دراسته، والبحث فيه.
أصحاب المصالح:
وكالعادة هناك شلة أصحاب مصلحة دخلت
على تلك الحكاية، من أجل أن تزعم بأن اللغة الأصل هى “العبرية”، ولكن
هذا الزعم مضحك في الحقيقة، لأن هذا أمر مستحيل، وحلم من أحلام اليقظة. وبالطبع،
ومن المؤكد، هناك دوافع سياسية لدى الصهاينة، ليقولوا بأن اللغة لغتهم، تماماً كما
كان يفعل “بيجن” رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، وكان ذلك في فترة عقد
اتفاقية “كامب ديفيد” بين مصر وإسرائيل، حينها مال “بيجن” على
أذن الرئيس المصري “أنور السادات” وقال له “نحن من بنى
الأهرامات”.
أو مثلاً فيلم “المهاجر” نرى
العبرانيين وهم يزعمون بأنهم هم من علموا المصريين الزراعة. طيب ازاي؟ إن المصري
القديم هو بالفعل أول فلاح في العالم، والعبرانيين تاريخهم كله، إبتداء من تاريخ
النبي “يعقوب” لا يتعدى الخمسة ألاف عام تقريباً. إذن أين العشرة ألاف
عام قبل ذلك؟ هل أكلها الحنش؟ أم أكلتها القطة؟ وفي هذا التاريخ البعيد المصريون
القداماء كانوا يفلحون ويزرعون الأرض حول ضفاف نهر النيل.
أو مثلاً يزعم العبرانيين أن النبي
“موسى” عليه السلام هو من علم المصريين التوحيد لله الأحد، لأنه جاء
للمصريين وهم في حالة كفر وعبادة للأوثان!!!! وبالطبع هذا غير صحيح على الإطلاق،
لأن كل الأنبياء العبرانيين ابتداءً من “يعقوب” وأولاده، نزولاً حتى نصل
إلى “موسى”.. كلهم جاءوا لمصر بعد عهد الأسرات، أي في أيام الملوك
الهكسوس، وفرعون الخروج هو ملك الهكسوس السادس، وهؤلاء الملوك كانوا عباد أوثان
وكفره، لكن المصريون ذاتهم كانوا على توحيد لله خالص، وهى الملة الإدريسية
الحنيفية، حين نزل سيدنا “إدريس” مصر، ونزلت عليه الرسالة، وكان هو أول
من أدخل التوحيد لمصر، وكان ذلك قبل ظهور العبرانيين بعدة ألاف من السنين، وصحف
“إدريس” هى المتواجده بالفعل، وهى “كتاب الموتى”و”متون
الأهرام” وفيها أناشيد توحيدعجيبة من فرط التوحيد فها.
فالمصريون القدماء كانوا على الملة
الإدريسية الحنيفية، وكانوا موحدين، وقت أن جاء “يعقوب” وآهله، وبدأوا
في دخول “مصر”. وعندما جاء “موسى” ودعا للتوحيد، كان يدعو
“الهكسوس” للتوحيد، وليس المصريين الموحدين من الأصل، ومن أجل هذا كان صراع
“موسى” مع فرعون الخروج الهكسوسي. وفرعون الخروج لم يكن
“رمسيس” على الإطلاق، بل كان سادس ملوك “الهكسوس” وهو الفرعون
الذي غرق في اليم وقت مطاردته لموسى النبي.
كذبة تعدد الألهة:
أما عن حكاية تعدد الألهة المزعومم عند
قدماء المصريين كذبة كبيرة، وادعاء كاذب، لأن “أروبيس”
و”بتاح” وأمون” و”رع” كلها أسماء للملأ الأعلى، أو القوة
الملائكية، لأننا حين نقرأ في كتاب الموتى، نجد أن كل هؤلاء خاضعين لإله واحد،
والمتصرف في الكون كله.
أصل الحكاية:
أما أصل الحكاية فنجده في أن كل اللغات
لم تنشأ كل لغة لوحدها، بل كلها نابعة من أصل واحد، ألا وهو اللغة العربية الأم،
فاللغة العبرية لغة حديثة، بدأت من 1200 سنة قبل الميلاد، أي أن عمرها كله في حدود
أربعة ألاف عام، واللغة العبرية في الواقع بالنسبة للغويين، لغة من المستوى
الثالث، ولغة ناقصة، لأن جذورها اللغوية 2500 جذر لغوي فقط، وقاعدة حروفها 19 حرف،
وفي العبرية الجديدة 22 حرف.
في حين أن اللغة العربية عمرها أقدم من
العبرية، فعمرها يصل إلى حوالي 8 ألاف عام، ومن هنا يتبين أن الأقدم هو اللغة
العربية الأب، والمرشحة لذلك، كما أن اللغة العربية لغة غنية جداً من ناحية الجذور
اللغوية، فإن بها 16 ألف جذر لغوي، بينما اللغة العبرية 2500 جذر لغوي فقط، واللغة
السكسونية لها ألف جذر لغوي فقط، واللغة اللاتينية 700 جذر لغوي فقط. ومن هذا
يتبين أن ما دون العربية، كلها لغات فقيرة للأصول.
وفي ذات الوقت نجد أن اللغة العبرية 19
حرفاً، بينما العربية 28 حرفاً. ناهيكم عن أن اللغويين صنفوا اللغة العربية من
المستوى الأول، بينما العبرية مستوى ثالث.
لماذا اللغة العبرية من مستوى ثالث؟
واللغة العبرية من مستوى ثالث، لأنها
جاءت من سلالة اللغة الأرامية، واللغة المؤابية، واللغة الكنعانية. واللغة
الأرامية هى التي كان يتكلم بها سيدنا “إبراهيم” أبو الأنبياء، وسموها
الأرامية، لأنها كانت لغة الجبال، واللغة الكنعانية كانت لغة السهول.. وهى التي
كان يتكلم بها الفلسطينيين.
إذن كل تلك اللغات الوسيطة هى التي
جاءت منها اللغة العبرية. وكل تلك اللغات جاءت من المستوى الأول، وهى اللغة
العربية.
الدليل على أن اللغة العربية هى
الأقدم:
وهناك دليل على أن اللغة العربية هى
أقدم لغة في العالم، ذلك المخطوط الذي وجدوه في “سيناء” في منجم من
مناجم الفيروز، هذا المخطوط عمره أربع ألاف عام، وهو أقدم مخطوط على وجه الأرض مكتوب
باللغة العربية.
لماذا اللغة العربية أكمل اللغات؟
هذا يرجع، ليس فقط لأن اللغة العربية
غنية الجذور، ولكن لأنها أيضاً غنية جداً في الكلمات، والمفردات، فعلى سبيل المثال
كلمة أو مفردة “الأسد” نجدها “الأسد، الهزقر، الليث، السبع، الهصو،
الغضنفر، الرئبال، الضرغام، الضيغم، الورد”.
أرأيتم معي كم هى غنية اللغة العربية
بمفرداتها للشئ الواحد، وهو ما لا تجده في أي لغة في العالم.
كما أن اللغة العربية غنية جداً في
الإشتقاق، بمعنى عندما نأخذ كلمة انجليزية مثل “تول” في العربي
“طويل” والشبه بين الكلمتين واضح، ونجد العرب اشتقوا منها “طال،
يطول، طويل، مستطيل، طائلة”. بينما الإنجليز وقفوا عند كلمة “تول”،
أي لم يضعوا لها اشتقاق خالص، ويرجع هذا لفقر تلك اللغة الإنجليزية وأمثالها من
لغات.
ما هى اللغة الأم في العالم؟.. وشكراً
لكم.
إرسال التعليق