الفرق بين العبقري والشخص العادي.. أريد أن أتحدث عن الفرق بين العبقري
والشخص العادي، فالعبقري يخترق حجاب المألوف، يستطيع أن يخرج من أسر العادة، فما
يراه الشخص العادي على أنه عادي، تجد العبقري يرفض هذا، ويقول “لا.. الحكاية
تلك لها تفسير”. تماماً كما فعل “نيوتن” حال سقوط التفاح الأحمرة
على رأسة، فسأل نفسه “التفاح الأحمرة لماذا سقطت هكذا على رأسي؟” فانضم
إسمه إلى قوائم العباقره بسبب اكتشافه للجاذبية الأرضية. فالعبقري هنا يخترق حجاب
المألوف، وقد يرجع السبب هنا سبب خلقي، من الخلق، فالشخص العادي حواليه الحياة
العادية، أي أن يأكل ويشرب، ويتطلع لنيل مشتهيات النفس، كحب الفلوس، وحب الشهره، وحب
السلطة، وحب المرأة. وكل هذا عبارة عن غراء يمسك بتلابيب مخ الإنسان العادي، وهى
همه الأول، ولا يستطيع أن يفك نفسه من أسر هذا، ويفكر بخيال له أجنحة، فهو منغمس
في العلاقات والغايات المألوفة العادية، فهو لا يستطيع أن يفكر بطريقة متحررة.
ما هو شرط العبقرية؟
إن شرط العبقرية، أن العبقري يستطيع أن يخرج من أسر تلك الغايات والأمور
العادية المألوفة، فهو يخرج من الحكاية الضاغطة للأكل والشرب، وكل المشتهيات التي
تجري الناس وراءها، وتلهث من أجل الوصول إليها، كحب جمع الفلوس، وحب الشهره، وحب
المرأة، والسلطة وعشقها، ومن أجل هذا يقول العارفين بالله “أهم شرط في العارف
بالله هو خرجه من العوادي” ويقولون بأن أهم صفة في العارف بالله، أن يقاوم
مشتهيات نفسه الدنيوية، وأن يتحمل ما يكره، ومن هذا يتبين أنه ليس من السهل على
الإنسان العادي أن يكسر شرنقته ويخرج منها إلى أفاق أرحب من هذا، والشرنقة هنا هى
الحياة الرتيبة الواقعية العادية المألوفة. أي أن يقاوم ما يحب، ويتحمل ما يكره.
الفرق بين العبقري والشخص العادي.. وإلى اللقاء مع موضوع جديد.