بوتين وإرادة الشعوب

 

بوتين وإرادة الشعوب.. إن
إرادة أي شعب ليس لها غالب، ومن الغباء السياسي الرهان على غير ذلك، وما فعله
“بوتين”، أو “هتالر” الجديد، هو عين هذ الغباء السياسي،
والحمق يكمن في عنجهية القوة، والقوة ليست كل شئ لتحقيق الهدف، فها هى
“أوكرانيا” تستبسل في مقاومة الجيش الروسي المسلح حتى أسنانه، ولكنه
الإيمان بالوطن، والتطلع للحرية، وهما أمضى من أي سلاح، كما أن هناك بون شاسع بين
من يغزو أرض ليست أرضه، ومن يدافع عن تلك الأرض، فالأول مُرتزق، أما الثاني فقديس
حامل رسالة، فكم أنت غبي يا “بوتين” يا قاتل أطفال “سوريا”،
وأقسم، سوف يُهزم في نهاية المطاف، وتزول دولته، وتتلاشى أحلامه التوسعية، فها هى
قواته لم تستطع أبداً الإستيلاء على “كييف” عاصمة “كرواتيا”،
بل وتكبدت خسائر فادحة على عموم أرض “كرواتيا”، فمالك أنت يا
“بوتين” ومال تلك البلد الطيب التي تتطلع لحريتها في تقرير مصيرها، فدعها
وشأنها أيها المغرور المتعجرف، تنضم لحلف الناتو، أو لا تنضم، تتسلح بالنووي، أو
لا تتسلح، ألا تتسع لك “روسيا” على اتساعها؟ أم هو مجرد الطمع الأعمى في
أرض ليست لك؟.

الحقيقة أنا أستغرب بشدةً
من المبررات التي ساقها “بوتين” في اتخاذ قرار غزوه “أوكرانيا”،
والحقيقة أن كل تلك المبررات هى عبارة عن قشرة تخفي تحتها جُملة من الأطماع
التوسعية في مخيلة رجُل بلغ السبعين من عُمره، ولا يريد أن يغادر دون أن يثير ضجة
تتلاوكها الألسنمن بعده، حتى ولو كان الثمن هو الجحيم له.

أنا لا زلت أتساءل، ما كل
تلك “الجليطة” التي فعلها “بوتين” عند استضافته الرئيس
الفرنسي “ماكرون”؟، ما تلك الطاولة الممتدة كالأفعى التي فصلت بين الضيف
والمستضيف؟ أنا لو كنت من الرئيس الفرنسي”ماكرون”حينها، لغادرت “روسيا”
على الفور، وأنهيت المقابلة، وفي الختام، قلبي مع الشعب الأوكراني، ولأن الله حرم
الظلم على نفسه، فأنا على يقين من انتصار هذا الشعب، وإن طال الأمد بعض الشئ،
تماماً، كيقيني من نيل الشعب الفلسطيني لحقوقه في ختام نضاله الطويل.

بوتين وإرادة الشعوب.. مع
تحياتي للجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top