الحُب صانع الوجود

 


الحُب صانع الوجود.. إن الحب هو بالفعل محور الوجود كله، أو صانعه، فبدون
الحب، لا يمكن أن يكون هناك أسرة، وبدون الأسر، لا يمكن أن تتواجد الأمم والشعوب
والدول والجماعات، فالحب هو صانع النماء والعمار.

أهمية الحب:

إن الحب من الأهمية بمكان، لدرجة أن الفلاسفة، أو بعض الفلاسفة، نسبوا الحب
أيضاً إلى الجمادات، فالحب عندهم شمل كل شئ، وليس فقط في مفهومهم الذكور والإناث،
وليس فقط كل الكائنات الحية، وقالوا أن الزوجية في كل شئ.

ماذا قال القرأن الكريم عن الحب؟

إن القرأن الكريم قال الله من خلاله لنا “ومن كل شئ خلقنا
زوجين”، ونحن نرى هذا بالفعل حتى في المادة الجامدة، الإلكترون والبروتون،
السالب والموجب، القطب الشمالي والقطب الجنوبي، وهذا يجذب ذاك.

حُب الجاذبية الفلكية:

فنحن نرى الشمس تجذب الكواكب من حولها لها، وتصنع أسرة كوكبية، ونلاحظ
دوماً أن الصغير ينجذب للكبير (القمر ينجذب للأرض، ويدور حولها. والأرض تنجذب
للشمس، وتدور حولها. والشمس تنجذب للمجرة، وتدور حولها) .. وفي النهاية نرى الكون
كله كان من الممكن أن ينفرض عقده كحبات المسبحة، لولا تلك الجاذبية، لأن الذي يحدث
أن تلك الجاذبية تلم الكون كله على شكل منظومات (مجموعات شمسية. مجرات. أبراج.
عناقيد نجوم). وكل تلك المجموعات حدثت نتيجة التجاذب بينها وبين بعضها، وهكذا نشأت
الأسر الكونية الصغرى، والأسر الكونية الكبرى.

ماذا قال الفلاسفة عن الجاذبية؟

هنا الفلاسفة يخبرونا بأن تلك الجاذبية هى في الحقيقة الحب. ومن هنا فإن
الحب مبثوث في العالم كله. أي أنه ساري في الوجود. فنجد الشعراء والمتصوفة يتصورون
الحب في كل شئ، في الكيمياء. في الفيزياء. في الفلك. في الكون كله. من الذرة حتى
المجرة.

ماذا قال الصوفية عن الحب؟

إن الجماعة الصوفية لها تأمل خاص عن الحب، وهو تصور جميل جداً، فهم يقولون
أن السر الأعظم في كل هذا الحب هو الواحد الأحد، أي هو الله، فكل شئ طلع من الواحد
الأحد، بمعنى أن كل الأرقام طلعت من الواحد الصحيح، النُص، والربع، والخُمس، والسُّدس،
والثُّمن، والكسور العشريةن؟ والكسور الإعتيادية. ومن تضاعف الواحد، عندنا 2 و3و4
إلخ. فكل الأرقام طالعه من رقم واحد. فلا نتعجب أن العدد كله بأنواعه واختلافاته “بيحن”
للواحد، وهذا هو التصور الصوفي للموضوع، فكون أن كل الأرقام منتسبة للواحد، فقد
صار لها قيمة، وبدون الواحد، ما كان ممكناً تواجد علم الرياضيات من أصله، فعلم
الرياضيات كله هو من مشتقات الواحد.

ماذا فعل الله من أجل الحب؟

لأن الحب ضروري جداً في الكون، فقد حشد الله كل المفاتن من أجل إثارة هذا
الحب، وحين نتحدث عن جانب صغير من الحب، كي لا نتوه مع الفلاسفة والصوفية
والشعراء، نقول عن بعض الأشياء التي نراها في عالم الكائنات الحية، فنلاحظ أن ربنا
سبحانه وتعالى، حشد مفاتن عجيبة من أجل إثارة هذا الحب بين تلك الكائنات، فالكون
به حاجات مثيرة، فالكون به مزيكا وغناء ورقص، أقصد عالم الأحياء، والزهور فيها
ألوان، وروائحها متعددة، والفراشات بألوانها، والطيور بتغريداتها، حتى الخيل
ترقص|، والطيور ترقص. طيب أنظر معي لجناح الفراشات كما لو كان سجادة عجمي، ولا
يوجد جناح مثل جناح. وأيضاً أنظر معي لريش الكطاووس. وانظر ورق الشجر بتفاصيله.

ومعنى هذا كله أن الله كما قلت يحشد كل المفاتن بقصد عملية الإثارة، وربط
الذكر بالأنثى، وإثارة الحب بين طرفين بهدف التزاوج، وعمل عش الزوجية.

الحُب صانع الوجود.. وإلى اللقاء مع موضوع جديد.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top