هل من الممكن نشوء صداقة بين حيوان وحيوان؟

 


هل من الممكن نشوء صداقة بين حيوان وحيوان؟.. نحن نعرف أنه من الممكن أن
تنشأ صداقة بين إنسان وحيوان، بين الكلب وصاحبه، بين حصان وصاحبه، بين بغبغاء
وصاحبته، فأنا رأيت صداقة غريبة بين بغبغاء وصاحبته، كانت عندما تدخل عليه بعد
غياب فترة من الوقت، تجده يرقص ويصفر، وينطق بإسمها فرحاً بقدومها.

ورأيت عصفور كان يقف على فنجان القهوة أو الشاي الذي تقوم بشربه صاحبته،
ويمد منقاره يأخذ رشفه، وهى تأخذ رشفه، ثم يقفز على أكتافها، وكانت دوماً تفتح له
القفص، ولا تغلقه له أبداً. فكان يلف في الغرف وحديقة فيلتها، ثم يعود من نفسه
لقفصه، وكان عندما يأتي لها أحد الضيوف، ويلاحظ انسجامهما معاً، كان يغير جداً مع
ضحكاتهما، ويهجم على الضيف، وينقر دماغه بشدة، كما لو كان يقول له “إنصرف من
هنا، ما الذي أتى بك؟”.

ماذا يحدث في السيرك؟

وبلا شك جميعنا نعلم، والبعض مننا شاهد، كيف تنشأ الصداقة بين المروض
والأسد، وكيف أن المدرب يُحدث إشارة للفيل، فيقف على رجل واحدة، ويضرب سلام
بزلومته، وكيف أن بأمر من المروض، يقفز الأسد أو النمر في حلقة من النيران، وسمكة
القرش القاتلة، كيف يقوم بالألعاب البهلوانية في البركة، وبإشارة من المدرب، تقف
في وسط الحوض المائي وكورة على أنفها.

ما تفسير الصداقة بين الإنسان والحيوان أو الطير؟

يرجع إلى أن الإنسان له ملكات خلقها الله له، كما أن الله سبحانه وتعالى
سخر للإنسان الكون كله. ولكن الجديد في الأمر هو الصداقة بين حيوان وحيوان، وهذا
هو الجديد في الموضوع.

هل هناك صداقة بين حيوان وحيوان؟

في محمية الغزلان مثلاً، نلاحظ أن هناك غزالة راكب عليها أبو قردان، وفي
الحقيقة هو يقوم بتفليت شعر الغزالة من الحشرات، أي يقوم بتنظيفها من تلك الحشرات.
فهل تلك صداقة تطوعية من ابو قردان؟ أم منفعة متبادلة بين الغزالة وأبو قردان؟
واضح أنها منفعة متبادلة، لأنه يأكل تلك الحشرات، والغزالة تنعم بتخلصها منها.

كما أننا نرى في حقل للجاموس كمية من العصافير راكبة على ظهر جاموسة، كلها
تسترزق من الطفيليات والحشرات المتواجدة على شعر جلد الجاموسة، أي أن كل تلك
العصفورات وصيفات للجاموسة، يقمن بتنظيفها.  والجاموسة مبسوطة جداً بوجود تلك الوصيفات
عاملات التنظيف الجاموسي.

وفي مشهد أخر. نجد علاقة صداقة بين سمكة الجوبي وبين الجمبري الأعمى،
فالجمبري الأعمى يقوم بحفر حفرة في قاع البحر وتوسعتها ليعيش فيها، والسمكة تقف
بجانب بابها منتظرة، في حين أن السمكة تأتي للجمبري بالطعام، وتظل طول الوقت معه
تحرك زعانفها لتلامسه ليطمئن بوجودها بجانبه، وعندما يتوه تجري وتبحث عنه وتأتي به
للعش. ويظل الجمبري الأعمي موجوداً طوال الوقت بالحفرة، وعندما يجوع يخرج من
الحفرة ليأكل ما أحضرته السمكة له من طحالب وضعتها أمام باب بيته. وعندما تنفذ تلك
الطحالب البنية، يقوم الجمبري الأعمى بدفع السمكة، فتفهم أن الطحالب انتهت، ويجب
عليها إحضارالمزيد لهذا الكائن الضعيف الذي لا يقوى على خدمة نفسه.

ما معنى صداقة حيوان مع حيوان؟

في الأمثلة التي ضربتها، هل نسمى هذا إنسانية؟ بالطبع لا يمكن هذا، لإنه
حاص بالإنسان، فهل نسمي ما حدث منفعة؟ لا.. لإن سمكة الجوبي مع الجمبري الأعمى لا
تنتفع بشئ من الجمبري، فواضح أن الأمر في هذا المثال هو نوع من النجدة والمعونة،
وهو غير مسابعد، لأننا نرى القطة ترضع كلاب، أو كلبة ترضع قطط، أو أنثى نمر  تقوم بترضيع مواليد فهود. فعنصر الخير والنجدة
والمعونة موجود بين الحيوانات. ومن هنا فإن الخير دوماً في عمق الحياة، كما أن
الشر في عمقها كذلك.

ماذا قال علماء البكترولوجيا؟

حتى هؤلاء العلماء قالوا لنا أن حتى الميكروبات والبكتيريا يوجد بينها
تحالفات، وصداقات

هل من الممكن نشوء صداقة بين حيوان وحيوان؟.. ومن أجل هذا من يتفكر في عالم
الأحياء، سيجد أن هناك الكثير مما يدهشه.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *