يسرا.. تتغير مراحل
السينما العربية بمرور السنوات، وفي كل مرحلة تلمع نجمات، ليتركن بصمتهن على
الشاشة الفضية، وفي عصر الثمانيناتا والتسعينات من القرن الماضي، وقفت السينما
حائرة تبحث عن بطلات بمقاس خاص، يمزجن سحر الأنثى الكلاسيكي، بشراسة سنوات البحث
عن الماضي، لا ينشدن أدوارو مثالية، بل كائنات حقيقية، تملك الفضيلة والخطيئة،
فكانت إحدى بطلات تلك السنوات دانتيلا السينما العربية الفنانة المصرية
“يسرا”، والتي سنتعرف على جوانب حياتها في مقالي اليوم.
من هى الفنانة يسرا؟
إسمها الحقيقي “سيفيز
حافظ نسيم”، ولدت يوم 10 مارس عام 1951 في القاهرة، وعرفت بين ذويها وأقرانها
وأهلها بإسم “يسرا”، وهو إسم يكتب بألف مكسورة في نهايته، بعدما استبدلت
الياء بالألف، حتى لا يحدث التباس مع إسم “يسرى”، وهو الإسم الشائع بين
الرجال، ومن الجدير بالذكر أن الفنانة
“يسرا” قد أتت إلى العالم بداخل تاكسي أجرة، فبينما كانت والدة
“يسرا” تشاهد أول أفلام “عبد الحليم حافظ” على شاشة السينما،
وهو فيلم “لحن الوفاء”، شعرت بالطلق وألام الوضع، وفي طريقها للمستشفى،
بدأت “يسرا” تطرق أبواب العالم، في سيارة أجرة، في العاشر من مارس عام
1951.
حياة يسرا:
عانت “يسرا” من
الحرمان من والدتها، وهى في سن الثالثة عشرة، فبعد انفصال والديها، جاء الأب من
أجل أن يأخذ “يسرا” كالمعتاد لتقضي معه الأجازة، وشعرت “يسرا”
في ذلك اليوم، أنها لن تعود لوالدتها، وكان حدس “يسؤا” من القوة بمكان،
وبالفعل حُرمت “يسرا” من حضن والدتها، ولمدة 7 سنوات كاملة، فجعلها هذا
الحرمان أقوى مما كانت، وأكثر صلابة، كما ذكرت “يسرا” من قبل في لقاء تليفزيوني.
تعليم يسرا:
لم تكمل “يسرا”
تعليمها، بسبب والدها الذي كان شكاكاً، وأراد أن يقيد حريتها في الخروج، ولكن ذلك
لم يؤثر على ثقة “يسرا” بنفسها، فحولت نقطة الضعف تلك في حياتها لنقطة
قوة، وحرصت على القراءة بكثرة، ومجالسة المثقفين، من أمثال “صلاح
جاهين”.
موهبة يسرا:
لقد اكتشف موهبة
“يسرا” في التمثيل، والحس الفني، والشغف بالتمثيل والممثلين، مدير التصوير
“عبد الحليم نصر”، وبالفعل بدأت “يسرا” الولوج من بوابة الفن
الذهبية، أي السينما، في أواخر السبعينات من القرن الماضي، فقدمت العديد من
الأفلام في تلك الفترة، لكن هناك مخرج واحد استطاع أن يعيد اكتشاف
“يسرا” سينمائياً، هو المخرج المصري العالمي “يوسف شاهين”،
وبدأت قصة “جو” مع “يسرا” في الأفلام التي تناولت سيرة
“جو” الذاتية، مثل فيلم “حدوتة مصرية”، وفيلم “إسكندرية
كمان وكمان”، وقدمت “يسرا” دور زوجة “يوسف شاهين”.
تأثير تعاون يسرا مع يوسف
شاهين:
وتعاون “يسرا” مع “شاهين”
كشف النقاب الحقيقي عن موهبتها الفذة، وبراعتها في إجادة فن التمثيل، وجعل
“يسرا” تفهم عالم الفن، وتجيد منه فن التمثيل، كما يجب أن يكون، وتراه
بطريقة أخرى، فنقلها 1لك إلى مصاف نجمات السينما العربية الأفذاذ، وكان ذلك خلال
الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، أي القرن العشرين، ودوماً
“يسرا” ما كانت تؤكد تأثير المخرج “يوسف شاهين” عليها، ومن
المؤكد أن شعبية “يسرا الجارفة في التسعينات من القرن الماضي، كان وراءها
تعاونها مع الزعيم “عادل إمام” مثل أفلام “طيور الظلام”
و”الإرهاب والكباب” و”المنسي”. ومما لا شك فيه أن تلك الأفلام
كانت علامات فارقة في تاريخ السينما المصرية، حيث حاولت الغوص في العالم الخفي
لصناعة القرار في مصر في تلك الحقبة من الزمن.
اللقاء مع أحمد زكي:
بعد تعاون
“يسرا” مع الزعيم “عادل إمام”، كان لقاؤها مع العبقري
“أحمد زكي”، التي لامست مشاعر البشر، وتناقضاتها، ومن أفلامهما
“إمرأة واحدة لا تكفي” مع المخرجة “إيناس الديدي”، وفيلم
“الراعي والنساء” مع السندريلا “سعاد حسني”.
ومما هو جدير بالذكر، أن
أول عمل سينمائي جمع ما بين “يسرا” والعبقري “أحمد زكي”، كان
هو فيلم “البداية”، وأخرج الفيلم ملك الواقعية “صلاح ابو
سيف”.
بعض أفلام يسرا:
هناك العديد من أفلام
“يسرا” أذكر منها:
عشاق تحت العشرين.
عصفور له أنياب.
أيام الغضب.
معالي الوزير.
عمارة يعقوبيان.
حياة يسرا العائلية:
أثر في حياة
“يسرا” الفنية العديد من الرجال، ولكن في حياتها الخاصة، هناك إسم واحد
هو زوجها وحُب حياتها “خالد سليم”، ودوماً تتحدث “يسرا” عنه، وهو
شقيق النجم “هشام سليم”، وقد بدأت قصتهما معا منذ الطفولة، فقد كانوا
أصدقاء في سن السابعة، ثم اتجه كل منهما لحياته، وتزوج كل منهما، وانفصلا، ثم عادا
والتقيا مرة أخرى، وقررا الزواج.
يسرا.. وإلى اللقاء مع
مقال فني جديد.