
مصطفى غريب يكشف للعربية.نت كواليس فيلم “درويش”
في حوار شيق مع موقع “العربية.نت”، قام المخرج المصري مصطفى غريب بكشف بعض الكواليس المثيرة حول فيلمه الجديد “درويش”، الذي يعتبر من أهم الأعمال السينمائية التي تتناول موضوعات ذات طابع اجتماعي وثقافي عميق. يتحدث غريب بحماس عن رحلة صناعة الفيلم، والأفكار التي تحفزته على تقديم هذا العمل، والعوامل التي ساهمت في تجسيد رؤيته السينمائية.
قد أوضح غريب أن فيلم “درويش” يستند إلى نص أدبي عريق يحمل في طياته عمقًا فلسفيًا ونفسيًا يعكس التحديات التي يواجهها الفرد في مجتمعه. وقد أشار إلى أن عملية اختيار السيناريو كانت نتيجة لتعمق كبير في الأدب العربي، حيث يعتبر النص الأدبي الذي تم اختياره مثالًا يعبر عن الصراعات الداخلية للشخصيات وصراعها مع العالم الخارجي.
ولفت غريب أن التصوير بدأ في ظروف صعبة، إلا أن الفريق العمل استطاع تجاوزها بفضل التعاون والتفاني. كما أن اختياره لأماكن التصوير كان مدروسًا بعناية، حيث أراد أن تنعكس الحداثة والتقاليد في نفس الوقت. وكان لتحديد الأماكن دورٌ في تعزيز المعاني الرمزية للفيلم، حيث تمثل كل منصة تصوير جانبًا من جوانب الصراع الذي تدور حوله القصة.
وفيما يتعلق بشخصيات الفيلم، فقد أبدى غريب حماسًا كبيرًا عند الحديث عن الممثلين الذين أدوّا الأدوار الرئيسية. فقد أكد أن اختيار الممثلين كان عن دراسة وتمعن، حيث يجسد كل منهم شخصيته بشكل يتماشى مع الرؤية الفنية التي كان يسعى لتحقيقها. وقد ذكر أن التحدي الأكبر كان تشكيل العلاقات بين الشخصيات، مما يتطلب تمرينًا خاصًا وإعدادًا نفسيًا جيدًا لتجسيد التوترات المعقدة بين الأفراد.
كما تناول غريب في حديثه أهمية الموسيقى التصويرية في الفيلم، موضحًا أنها ليست مجرد خلفية صوتية، بل تلعب دورًا أساسيًا في تعزيز مشاعر الشخصيات وإبراز لحظات التأزم والفرح. وقد تعاون المخرج مع موسيقيين بارعين لتحقيق هذه الرؤية، مما أضاف بعدًا جديدًا للعمل الفني.
وكشف غريب عن التحديات التي واجهتها عملية المونتاج والتوزيع، مؤكدًا أن للفيلم طابعًا مميزًا يجعله يبرز وسط زحام الإنتاجات السينمائية المتنوعة. وأعرب عن أمله في أن يحقق “درويش” نجاحًا كبيرًا وينال إعجاب الجمهور، مشدداً على أهمية العمل الفني في طرح قضايا مجتمعية وتعزيز التفكير النقدي.
في الختام، يمكن القول إن مصطفى غريب قد أبدع في تقديم فيلم “درويش” الذي يمثل أحد الأعمال السينمائية الواعدة في الساحة العربية. فبفضل رؤية غريب الدقيقة وفريق العمل المتفاني، يقدّم الفيلم تجربة فنية تترك أثرًا عميقًا على المشاهدين، مشجعًا إياهم على التفكير في معاني الحياة وصراعاتها.