
كواليس فيلم “وداد الغازية”: نادية الجندي تتراجع خوفًا من نبيلة عبيد
يعتبر فيلم “وداد الغازية” أحد الأعمال السينمائية التي أثارت الكثير من الجدل والاهتمام عند طرحه. إذ يجمع الفيلم بين ممثلتيْن شهيرتين هما نادية الجندي ونبيلة عبيد، اللتين تُعتبران من أبرز الأسماء في عالم السينما المصرية. هذا الفيلم لم يكن مجرد عمل فني عادي، بل كان رمزًا للتنافس والمنافسة بين النجمتين. وقد شهدت كواليسه أحداثًا مثيرة تعكس التوتر الذي كان يسود العلاقة بينهما.
من المعروف أن نبيلة عبيد قد حققت شهرة واسعة في السبعينات والثمانينات، حيث لعبت أدوارًا عديدة جعلتها تعيش فترة ازدهار فني. بينما عُرفت نادية الجندي بأسلوبها الخاص وتميزها في أداء الأدوار الدرامية. ولكن، على الرغم من نجاح كل منهما على حدة، إلا أن التعاون في إنتاج مشترك قد يمثل تحديًا كبيرًا لكل منهما.
يُقال إن نادية الجندي، التي خاضت تجربة العمل مع نبيلة عبيد، قد شعرت ببعض التوتر والمخاوف من إمكانية تكرار منافسة سابقة بينهما. تُصوّر كواليس الفيلم كيف أن نادية كانت مترددة في بعض الأحيان، خاصة في المشاهد التي تتطلب تفاعلًا مباشرًا معها. ربما يعود ذلك إلى القلق من تميّز عبيد في بعض السيناريوهات، مما جعل الجندي تُفكر في احتمال تراجعها عن بعض المشاهد أو حتى عن المساهمة بأفكار جديدة في السرد الدرامي.
كان السيناريو قد كُتب بعناية ليُبرز كلتا الممثلتين، ولكن ذلك زاد من حدة المنافسة بينهما. فبدلاً من العمل بروح الرفقة، كانت هناك حالة من الحذر بين الفريق. كان يُلاحظ كيف تتخذ نادية في بعض الأحيان خطوات للتراجع أو تعديل أدائها، خوفًا من تأثير أداء نبيلة عبيد القوي. وهذا الشيء يُشير إلى كيف يمكن لصناعة السينما، على الرغم من أنها قد تبدو فنية بحتة، أن تتأثر بالعواطف البشرية والتنافس الشخصي.
ترتكب الكثير من الأخطاء التقديرية عندما يتحدث الناس عن علاقات النجوم، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالتصوير مع ممثل مشهور آخر. فما يتجاهله البعض هو الأبعاد النفسية التي تتواجد خلف الكواليس. في حالة “وداد الغازية”، أصبح واضحًا أن التنافس لم يكن مقصورًا على الشاشة فقط، بل امتد إلى خلف الكواليس أيضًا.
لاحقًا، يُعتقد أن نادية الجندي قررت أن تتجاوز مخاوفها وتظهر قوة شخصيتها، إذ بدأت تستعيد ثقتها تدريجيًا. ومع ذلك، ظلت العلاقات بين النجمتين تحمل بصمة من الحذر والقلق. إذ كانت كل منهما تعرف أن تألق الأخرى قد يؤدي إلى تقليل فرصتها في الظهور بمظهر متفوق.
في النهاية، يُعد فيلم “وداد الغازية” تجربة فريدة تمنح المشاهدين لمحة عن الحياة الفنية المعقدة وكذلك التحديات النفسية التي يواجهها الفنانون. يتبين أن العمل الفنّي ليس مجرد تمثيل أو تصوير، بل هو نتاج مجموعة مشاعر وتفاعلات متعددة تُعيد تشكيل العلاقات بين النجوم. ويظل السؤال قائمًا: هل ستستمر هذه المنافسة بين نادية الجندي ونبيلة عبيد أم ستتمكنان من تجاوزها لصالح الإبداع والنجاح الفني المشترك؟
تُظهر التفاصيل الدفينة خلف كواليس “وداد الغازية” مدى تأثير المنافسة في السينما، وكيف أن هذا المجال الفريد يتطلب توازنًا بين القابلية للتعاون وبين الحفاظ على الهوية الفردية.