في إحدى الليالي الباردة، وفي عصر بعيد، كان هناك رجل غريب يتجول في الشوارع الضيقة لمدينة صغيرة. كانت ملامح وجهه مغطاة بقناع غامض، وكانت عيناه تتلمعان ببريق غريب.
كان الناس ينظرون إليه بدهشة ورهبة، فقد كان يتحرك بسرعة وبراعة لا مثيل لهما. وقد كان يحمل معه حقيبة سوداء غريبة الشكل، ولم يكن أحد يعرف ما بداخلها.
كان الغريب يسير في الشوارع بلا هدف واضح، كما لو كان يبحث عن شيء ما. وبينما كان يتجول، لاحظ شاب صغير يتبعه بحذر، ففتح حقيبته وألقى فيها قطعة من الخبز الجاف.
لم يستوعب الشاب ما حدث، ولكن الغريب بدا وكأنه يشكره بعينيه اللامعتين. وبعد لحظات، اختفى الغريب في الظلام، تاركاً وراءه ذاك الشاب يتساءل عن هويته وعن غرض وجوده في هذه المدينة.
ومنذ ذلك الحين، لم يعود الغريب يظهر في المدينة، لكن الناس لم ينسوا ذلك الحادث الغريب الذي شهدوه. وظل الشاب الصغير يذكر تلك الليلة الباردة والرجل الغريب الذي ظهر واختفى كما لو كان شبحاً.