إن الحروب من أبشع الظواهر الإنسانية، خاصة
إذا كانت مُصاحبة للوحشية، كما كان يغعل “هولاكو” و “جنكيز
خان” و” هتلر”، وغير ذلك الكثير من الوحوش البشرية، وكنت أظن بأن
أخرهم “هتلر”، حتى بُعث أحدهم على أرض “فلسطين”، فعلى من
ينتقم أن يحفر قبرين، قبر له وقبر لعدوه، وهو ما يحدث الأن من طرفي الصراع، وإن
كان هناك من يدافع بحق، ومن يدافع بباطل، فللأسف الجميع خاسر، والله سبحانه وتعالى
من ضمن أسمائه الحُسنى “السلام”، ولم يكن من ضمنها “المُحارب”،
وأنا أستغرب كثيراً ممن يغتصب حقاً ليس له، ويفجر في هذا الإغتصاب لدرجة استباحة
دماء الأطفال والنساء والشيوخ.
إن الحروب يجب أن يكون لها ضابط، خاصة مع تلك
القوة التدميرية الرهيبة للأسلحة الفتاكة في عصرنا الراهن، من طائرات ومدافع
وصواريخ وقنابل، إضافة إلى الأسلحة النووية المهددة للعالم كله في مخازنها، فما
بالك لو خرجت من تلك المخاون لأي سبب؟.
إن عدم وجود سلام حقيقي بين طرفي النواع في “فلسطين”،
وبأقصى سرعة، من الممكن أن تكون فيه نهاية للحضارة الإنسانية، إن خرج النزاع عن
السيطرة، فامتد واستشرى، فالظلم التاريخي للشعب الفلسطيني يجب أن تكون له نهاية،
ونهايته لا تستقيم إلا بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود ما قبل عام 1967،
وعاصمتها القدس.
إن تلك الحرب البشعة في “غزه” يجب
أن تنتهي على الفور، فتكفي دماءً، ويكفي بطشاً، فقد أدمى ما يحدث قلوب ملاين
البشر، وصار أمر توقفها مُلحاً بشدة، والصراخ لتوقفها يملأ جنبات الأرض، وتنهز له كذلك
السماوات، فهل من عقلاء ممن يحكمون العالم، وأصد بهم الخمسة الكبار في مجلس الأمن
الدولي، وعلى قمتهم “أمريكا؟.