المرأة التي غلبت الشيطان
في قرية هادئة محاطة بالأبراج الشامخة والغابات الكثيفة، عاشت امرأة تدعى ليلى. كانت ليلى معروفة بحكمتها وصلاحها، وكانت محبوبة من الجميع. لكن في تلك القرية، كان هناك سر قديم يثير قلق أهلها. يقال إن الشيطان يظهر في ليالي محددة، يحاول إغواء الضعيفين وإيقاع الفتنة بينهم.
كانت ليلى مدركة لهذا السر، فقد سمعت قصص الجدات عن تلك الكائنات المظلمة التي تتربص بالقلوب الضعيفة. لذا، كانت تشحذ إيمانها وتصقل روحها بالمعرفة والإيمان.
ذات ليلة، اجتمعت النجوم في السماء لتشكل صورة غريبة، وشعرت ليلى بنوع من القلق. حين دقت الساعة الثانية عشر، ألمح ظلًا غامضًا يتسلل نحو نافذتها. كان الشيطان، بشكله المخيف وابتسامته الخبيثة، قد جاء لعرض مغرياته.
“ليلى،” بدأ حديثه بصوت عميق، “لقد جئت لتقديم هدية لا تقدر بثمن. أستطيع أن أجعل منكِ أقوى امرأة في القرية، بل في العالم. ما عليك سوى أن تتركي إيمانك خلفك لبعض الوقت. لا تنسي، القوة تأتي ممن هو أقوى!”
لكن ليلى، بصلابتها وثقتها في نفسها، لم ترهبها تلك الكلمات. أجابت برباطة جأش، “القوة الحقيقية ليست في السيطرة، بل في الصمود أمام الفتن. لا يمكنني التخلي عن إيماني لأجل قوة زائفة.”
مع كل كلمة كانت تقولها، بدأ الشيطان يزداد غضبًا. حاول استخدام الحيل الماكرة، وتجسيد مخاوفها، لكن ليلى كانت على دراية بكل تلك الأساليب. استحضرت ذكرياتها مع أحبائها، وعزيمتها للقيام بالخير في العالم.
“أنت لا تعرفني،” أضافت ليلى بصوت هاديء لكنها واثق، “أنا لست ضعيفة، وأنت لا تملك سلطة عليّ. إيماني هو قوّتي.”
فجأة، حدث ما لم يكن في الحسبان. بدأت قوة ضوء ساطعة تتشكل من داخل ليلى، وفي لمح البصر، انطلقت نحو الشيطان. كان الظل الشرير يتخبط في ضوء الإيمان النقي، وعندما واجه الضوء، تلونت وجهه بالتوتر والفزع.
“لا، لا!” صرخ الشيطان، “هذا ليس ممكنًا!”
لكن ليلى كانت قد اتخذت قرارها. بمساعدة قوتها الداخلية وإيمانها الراسخ، استطاعت أن تطرد ذلك الكائن الشرير. استردت طاقتها وارتفعت روحها، وأجبرت الشيطان على الانسحاب، فالتفت وتحطم في هالة من الدخان الأسود.
عادت ليلى إلى قريتها، حيث استقبلها الجميع بقلوب مفتوحة. روى أهل القرية قصتها، وعرفت ليلى بلقب “المغلبة للشيطان”. أصبحت رمزًا للثبات والإيمان، وتجددت عزيمتهم لمقاومة الفتن.
لقد علمتهم تجربة ليلى أن القوة الحقيقية لا تأتي من الظلام، بل من النور الداخلي الذي ينبعث من الإيمان الراسخ والمحبة. ومنذ ذلك الحين، زادت وحدتهم، وأحسوا بالأمان في مواجهة التحديات، knowing that true strength lies within.