ما هو التهاب المفاصل؟
التهاب المفاصل (Arthritis) هو مصطلح عام يُعبر عن حدوث التهاب وتورم في مفصل واحد أو أكثر من مفاصل الجسم، وحقيقةً يوجد أكثر من 100 نوع لالتهاب المفاصل، والتي تختلف فيما بينها بموقع الإصابة فبعضها قد يُصيب المفاصل، أو الأنسجة المحيطة بالمفاصل، أو الأنسجة الضامة الأخرى، وطبيعة الأعراض التي تظهر على المصاب،[١]ويُعدّ كل من الفصال العظمي (Osteoarthritis) والتهاب المفاصل الروماتويديّ (Rheumatoid arthritis) هي الأنواع الأكثر شيوعًا لالتهاب المفاصل.[٢]
أسباب الإصابة بالتهاب المفاصل
لا يوجد سبب واحد للإصابة بجميع أنواع التهاب المفاصل، إذ تختلف الأسباب باختلاف نوع التهاب المفاصل الذي يُعاني منه المصاب، ولكن بشكل عام قد تتضمن أسباب الإصابة بالتهاب المفاصل الشائعة ما يأتي:[٣]
التعرض لإصابة مباشرة والتي تؤدي إلى الإصابة بالتهاب المفاصل التنكسي (degenerative arthritis).
اضطرابات الأيض والتي تؤدي إلى الإصابة بالنقرس مثلًا.
الاستعداد الوراثي؛ مثل الفصال العظمي.
اضطراب مناعي ذاتي مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة الحمراء.
عوامل خطر الإصابة بالتهاب المفاصل
توجد بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل، مثل:[٤]
العمر؛ إذ تزداد نسبة الإصابة بزيادة العمر.
نمط الحياة غير الصحي كعدم ممارسة التمارين الرياضية أو التدخين.
الجنس؛ فالنساء أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل مقارنة بالرجال.
الوزن؛ فالمصابين بالسمنة أو الوزن الزائد ستزداد فرصة إصابتهم بالتهاب المفاصل لأنّ الوزن الزائد يُشكل حِملًا زائدًا على المفاصل.
أعراض التهاب المفاصل
تؤثر أعراض التهاب المفاصل بشكل عام على عدّة مفاصل في الجسم، وتبعًا لنوع التهاب المفاصل الذي يُعاني منه المصاب قد تشمل الأعراض ما يأتي:[٢]
ألم في المفاصل.
تيبس المفاصل.
تورم وانتفاخ في المفاصل.
احمرار الجلد حول المفاصل المصابة.
انخفاض القدرة على تحريك المفصل المصاب.
كيف يتم تشخيص التهاب المفاصل؟
في حال لاحظت أي من أعراض التهاب المفاصل السابقة راجع الطبيب الذي سيُجرى لك فحصًا جسديًا للمفاصل المصابة، ثم سيطلب منك عددًا من الفحوصات المختلفة لتأكيد التشخيص وتحديد نوع التهاب المفاصل الذي تعاني منها، ومنها:[٥]
فحص الدم:للبحث عن أي أجسام مضادة يُطلقها الجسم عند الإصابة بالأمراض المناعية مثل العامل الروماتويدي (Rheumatoid factor) أو العامل المضاد للنواة (Antinuclear antibody).
الاختبارات التصويرية:مثل تصوير العظام والغضاريف بالأشعة السينة أو التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير الطبقي؛ إذ تُساعد هذه الاختبارات على استبعاد الإصابة بأي أمراض أخرى مثل النتوءات العظمية (Bone spurs).
طرق علاج التهاب المفاصل
يعتمد علاج التهاب المفاصل على تخفيف الأعراض والسيطرة عليها قدر الإمكان، وتمكين المصاب من ممارسة حياتهِ الطبيعية وذلك من خلال تمكين المفصل من أداء وظيفته الصحيحة، ومن هذه العلاجات ما يأتي:[٢]
العلاجات الدوائيّة، وتتضمَّن:
الأدوية غير الستيرويديّة المُضادّة للالتهاب (NSAID)، حيث تُساعد هذه الأدوية على تخفيف الالتهاب والألم، ومن الأمثلة عليها دواء الأيبوبروفين أو النابروكسن، كما تتوفر هذه الأدوية على شكل كريم أو مرهم يُطبق موضعيًا على المفاصل المصابة.
الكورتيكوستيرويد، وتُساعد هذه الأدوية على تخفيف الالتهاب والألم والوقاية من تضرر المفاصل بشكل أكبر، وتتوفر هذه الأدوية على شكل حبوب يتناولها المصاب فمويًا أو على شكل حقن يتم حقنها مباشرة في المفصل المصاب.
الأدوية المُعدلة لسير المرض (Disease-modifying antirheumatic drugs)؛ تُستخدم في حالة التهاب المفاصل الروماتويدي إذ تُساهم هذه الأدوية في إبطاء تطور المرض والحفاظ على أكبر قدر ممكن من المفاصل طبيعية وغير مصابة.
العلاج الطبيعي:قد يكون العلاج الطبيعي مفيدًا لأنواع محددّة من التهاب المفاصل؛ إذ تُساهم ممارسة تمارين رياضية معينة في تقوية العضلات المحيطة بالمفاصل الأمر الذي يُحسن من قدرة المصاب على تحريك مفصله المصاب.
الجراحة: في حال فشلت الخيارات العلاجية السابقة قد يلجأ الطبيب لواحدة من العمليات الجراحية الآتية:
إصلاح المفصل، ففي بعض الحالات يتمّ تنعيم سطح المفصل؛ للحدِّ من الألم، وتحسين فعاليّة المفصل الوظيفيّة.
دَمْج المفاصل، وتتمّ خلال هذا الإجراء إزالة أطراف عظمتيّ المفصل، ودَمْج الطرفَين معًا، ويُستخدَم هذا النوع من العمليّات للمفاصل صغيرة الحجم، مثل: مفاصل الرُّسغَين، والأصابع، والكاحلَين.
استبدال المفصل، حيث يُزيل الطبيب المفصل التالف، ويستبدله بمفصل صناعيّ، ويُلجأ لهذا النوع في حال تأثر مفاصل الركبتين أو الوركين بالالتهاب.
نصائح للتعايش مع مرض التهاب المفاصل
إضافة للعلاجات السابقة تتوفر مجموعة من النصائح تُساعدك على التعايش مع المرض، منها ما يأتي:[٦]
خسارة الوزن:فكما ذكرنا الوزن الزائد يُشكل ضغطًا على بعض المفاصل؛ لذا فخسارة الوزن الزائد تُحسن من قدرتك على الحركة وتقلل من الضغط الواقع على المفاصل.
ممارسة التمارين الرياضية:فالتمارين الرياضية المنتظمة تُحسن من مرونة المفاصل، ومن التمارين الرياضية التي يُوصي بها الأطباء لتقوية المفاصل تمارين المقاومة في الماء والسباحة.
تطبيق كمادات الماء الساخنة والباردة:فالخيارين يخففان من الألم المرافق لالتهاب المفاصل بشكل جيد.
استخدام الأجهزة المساعدة:كاستخدام العصي أو حشوات الأحذية أو الأجهزة المساعدة على المشي؛ فجميعها أجهزة تحمي المفاصل وتُحسن من قدرتك على ممارسة أنشطتك اليومية.
مضاعفات مرض التهاب المفاصل
في حال تُرك مرض التهاب المفاصل دون علاج فإنّ الأعراض ستزداد سوءًا يومًا بعد يوم الأمر الذي يؤثر في قدرة المصاب على ممارسة أنشطته اليومية، ومن المضاعفات المختلفة المرتبطة بمرض التهاب المفاصل كلًا ممّا يأتي:[٥]
انخفاض قدرة المصاب على الحركة.
زيادة الوزن.
زيادة خطر الإصابة بالمتلازمة الأيضية.
زيادة فرصة الإصابة بالتهابات في أعضاء أخرى في الجسم كالجلد، والعينين، والرئتين، والأوعية الدموية، وذلك في حال كان التهاب المفاصل ناتج عن مرض مناعي ذاتي.
السقوط المتكرر وزيادة فرصة الإصابة بالكسور.
الاكتئاب والقلق والعزلة الاجتماعية.
طرق الوقاية من التهاب المفاصل
تتوفر مجموعة من النصائح التي تقلل من فرصة إصابتك بالتهاب المفاصل، منها:[٤]
تجنب أي منتجات للتبغ.
مارس التمارين الرياضية منخفضة الشدة.
حافظ على وزن صحي.
قلل من فرصة تعرضك لإصابة في المفصل.