كن رئيس جمهورية نفسك، ولا
تنتظر من الدولة أن تفعل لك كل شئ، فمنذ سياسة الإنفتاح الإقتصادي، والإتجاه إلى
النظام الرأسمالي، لم تعد موجودة الدولة الأبوية، بل أنت وشطارتك يا بطل، وتسليح
نفسك بالمهارات التي تعينك على شق طريقك في الحياة، وتكوين ذاتك.
كان زمان الدولة ملتزمة
بتعيين الشباب بعد تخرجهم من الكليات والمعاهد، أما الأن، فانتهى ذلك، وعلى كل شاب
أن يدير الأمر بذاته، وبصراحة، ومنذ سنوات عديدة، لم يعد سوق التوظيف في القطاع
الخاص، يتسع لكل هذا العدد المهول من خريجي الجامعات والمعاهد.
وأنا عن تجربة، أنصح كل
شاب بتعلم حرفة ما بجانب دراستع العلمية، فإن أتقنت حرفة ما، وبشكل احترافي، فسوف5
تستطيع من خلالها العمل بسرعة، والكسب أكثر، وفرص سفرك بحرفتك للخارج تصبح أوفر، والحرفي
المتعلم يستوعب بسرعة، وتكون لديه فرصة الإتقان والتجويد بشكل أفضل من غير المتعلم.
إن الركون للشهادة وفقط،
قد يسلمك لدرجة على سلم العاطلين عن العمل، وما يستتبعه ذلك من مشاكل أسرية بين
الشاب ووالده، فلا يجوز أن يصبح الشاب “فحل” وينتظر أن يستمر أبيه في
الصرف عليه، خاصة إذا كان محدود الدخل.
إن العدد المهول من الشباب
في مصر، يجعل من توفير فرص العمل المناسبة لشهادة كل شاب، هو في حكم المستحيل، ومن
أجل هذا، أنصح كل شاب بأن يكون رئيس جمهورية نفسه، ولا يركن سوى لتشغيل مخه في
الصح، وشحذ همته في الإعتماد على ذراعه، ولا يصب جام غضبه على الحكومة، أو رئيس
الدولة، فكما قلت لك، الدولة خلعت يدها منك، وتركتك لمصيرك أنت تقرره، وتتحكم به.