الصوت فقط، والخامة الذهبية التي يتميز بها، ولكنه كذلك، ثقة البنت في نفسها، وعدم
إحساسها بالرهبة من مواجهة جمهور مستمعيها، بل تقاعل الجمهور معها، صار يمنحها
الطاقة الإيجابية على حد تعبيرها الرائع في أحد لقاءاتها التليفزيونية، وهو ما لفت
انتباهي بشدة حينها، كما أن بسمله تتميز بالبساطة والتلقائية اللذيذتين، وتغني بسهولة
شدو العصفور على غصنه، وبصوت ينساب كما تنساب جداول الماء من أعالي الجبال للسفح، ودون
عناء يُذكر، وما لفت نظري بشدة أيضاً، هو ابتسامتها الحية الندية العذبة التي
لا تفارق شفتيها، والتي تأسر بها القلوب، وتخلب بها اللب، ومن العجيب، أن بسمله
عندما تغني، لا يشغلها أي شئ
المقامات، واللوازم الصوتية.
إن بسمله كمال على أعتاب
الشباب، وبالتالي، صوتها سوف يزداد حلاوة وطلاوة، وهى سوف تزداد خبرة وتمُكن، وكل
ما هنالك، أنني أتمنى أن ترعاها الدولة المصرية، وتسخر لها كل الإمكانيات الفنية
والمادية التي تجعلها تبدع أكثر وأكثر، وتتوهج بألحان وكلمات خاصة بها، كما شعت
بألحان وكلمات سيدة الطرب في العهد القديم أم كلثوم، وبالتالي، نجد لدينا أم كلثوم
جديدة من ناحية عبقرية الصوت والألحان والأشعار والأداء، فالفن الأصيل له مقاييس
وشروط، وكلها متحققة في ابنتنا المصرية بمبونة الغناء العربي الأن عن جدارة بسمله
كمال.
أعترف بأنني أصبحت من
عشاق بسمله كمال، ولا يمر يوم دون استماعي لها، خاصة أول ما غنت “حب إيه؟،
وأروح أتفحص وجوه تلك الفرقة العازفة الرائعة، كما لو كان قد وقف على رؤوس أفرادها
الطير، وهم ينشدون مشدهون لهذا الصوت الجبار العبثري الجميل الذي انطلق فجأة من
قمقمه المسحور، ليغرد في أركان الصالة، وعبر الأثير.
حفظك الله يا بسملة
الطرب.