
السعودية.. تحذيرات متزايدة بشأن “روبلوكس” اللعبة الأشهر جذباً للأطفال
تُعد لعبة “روبلوكس” واحدة من أشهر الألعاب الإلكترونية التي جذبت قلوب ملايين الأطفال حول العالم، بما في ذلك المملكة العربية السعودية. وعلى الرغم من شعبية هذه اللعبة التي تتيح للمستخدمين تصميم عوالمهم الافتراضية والتفاعل مع أصدقائهم، إلا أن هناك تحذيرات متزايدة بشأن المخاطر المرتبطة بها. في هذا المقال، سيتم استعراض هذه التحذيرات والتحديات التي قد تواجه الأطفال وأولياء الأمور في المملكة.
تشتهر لعبة “روبلوكس” بأنها منصة مفتوحة تتيح للمستخدمين إنشاء ألعاب وتطبيقات متنوعة. منذ إطلاقها في عام 2006، لاقت اللعبة رواجاً كبيراً بين الأجيال الجديدة، حيث توفرت لهم فرصة استكشاف عوالم جديدة وتطوير مهاراتهم في البرمجة والتصميم. ومع ذلك، تبرز العديد من المخاوف المتعلقة بالاستخدام المفرط والتأثيرات السلبية المحتملة على الصحة النفسية والاجتماعية للأطفال.
أحد أبرز المخاطر المرتبطة بلعبة “روبلوكس” هو تعرض الأطفال لمحتوى غير مناسب. قد يحتوي بعض الألعاب التي يُنشئها المستخدمون على مواضيع عنف، أو لغة غير لائقة، أو محتوى جنسي. تجد السلطات المحلية في المملكة، بما في ذلك وزارة التعليم، نفسها أمام تحدٍّ كبير لفرض رقابة مناسبة على المحتوى الذي يمكن أن يتعرض له الأطفال أثناء اللعب. وقد أثيرت مناقشات حول كيفية توعية الآباء بأهمية الإشراف على استخدام أبنائهم لهذه المنصة.
إضافة إلى ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أن الألعاب الإلكترونية، بما في ذلك “روبلوكس”، قد تؤدي إلى ارتفاع معدلات القلق والاكتئاب بين الأطفال. يُنصح الأطباء النفسيون بضرورة إحداث توازن بين الأنشطة الرقمية والنشاطات الحياتية التقليدية، مثل الرياضة والتفاعل الاجتماعي الواقعي. وفي هذا السياق، يجب أن يكون الأهل حريصين على مراقبة وقت اللعب الإلكتروني وتحديد فترات زمنية معقولة تضمن عدم التأثير سلباً على صحة أطفالهم.
كما أن هناك تحذيرات بشأن إمكانية تعرض الأطفال للمخاطر من قِبَل الغرباء. توفر لعبة “روبلوكس” ميزات للدردشة والتفاعل بين اللاعبين، مما قد يفتح المجال أمام بعض الأشخاص ذوي النوايا السيئة لاستغلال الأطفال. لذلك، يجب على أولياء الأمور تثقيف أطفالهم حول أهمية الأمان الشخصي عبر الإنترنت، وتحديد قواعد واضحة لاستخدام هذه الألعاب.
ولتفادي هذه المخاطر، يوصى بضرورة تعاون الأسر والمدارس لتوعية الأطفال حول الاستخدام الآمن للتكنولوجيا. يمكن تنظيم ورش عمل تعليمية تجريبية تهدف إلى تعزيز فهم الأطفال للراحة والسلامة أثناء اللعب. كما يمكن تشجيع الأطفال على اللعب مع الأصدقاء تحت إشراف الأهل، مما يضمن تحقيق بيئة آمنة وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تتبادر إلى أذهانهم.
في المجمل، تُعد لعبة “روبلوكس” مثالًا حيًا على كيفية تأثير التكنولوجيا الحديثة في حياة الأطفال، حيث تقدم لهم متعة وتحديّات، لكنها تحمل معها العديد من المخاطر التي يجب التصدي لها. يبقى من الضروري أن يتعاون الأهل والجهات المعنية في توعية المجتمع بالمخاطر المحتملة وكيفية التأقلم مع تكنولوجيا الألعاب الحديثة، لضمان الاستفادة من الفوائد الرقمية دون التعرض لأضرارها.