
عارض شائع جداً قد ينذر بالإصابة بالسرطان
تُعتبر بعض الأعراض والعلامات الصحية مؤشرات حيوية على وجود مشكلات صحية خطيرة، ومن بينها عارض يُعد شائعاً جداً يتمثل في “تغير الوزن غير المبرر”. تلك الظاهرة، التي يمكن أن تُصنف بين الزيادة أو النقصان المفاجئ في الوزن، قد تكون إنذاراً مبكراً بالإصابة ببعض أنواع السرطانات.
عندما يتحدث المختصون في مجال الصحة، فإنهم يشيرون إلى أن التغير المفاجئ في الوزن—سواء كان بالسلب أو الإيجاب—يمكن أن يُعزى إلى مجموعة واسعة من الأسباب، بل وقد يكون أحياناً رد فعل طبيعي لاستجابة الجسم لمواقف معينة. ومع ذلك، يُعتبر هذا العارض من أبرز العلامات التي ينبغي الانتباه إليها، لأهميته في الكشف المبكر عن الأمراض الخطيرة، بما في ذلك السرطان.
النقص المفاجئ في الوزن
تشير الأبحاث إلى أن فقدان الوزن غير المبرر، والذي يُعرف عادة بفقدان أكثر من 5% من الوزن خلال فترة ستة أشهر، قد يكون علامة على وجود مشكلة خطيرة. وذلك لأن الجسم يتطلب كمية معينة من الطاقة والعناصر الغذائية للحفاظ على وظائفه. في حال حدوث نقص كبير ومفاجئ في الوزن، قد يكون السبب وراء ذلك هو مجموعة من العوامل، منها السرطانات مثل سرطان البنكرياس أو سرطان الرئة.
تعمل الأورام السرطانية في بعض الأحيان على استهلاك الطاقة التي يحتاجها الجسم، مما يؤدي إلى فقدان الوزن. كما قد يُعزى هذا النقص أيضاً إلى ظهور أعراض أخرى مثل فقدان الشهية أو الشعور بالتعب المستمر. لذا، ينبغي على الأفراد الذين يلاحظون فقداناً غير مبرر في الوزن أن يسارعوا إلى استشارة طبيبهم.
الزيادة غير المبررة في الوزن
على الجانب الآخر، يمكن أن تشير الزيادة المفاجئة في الوزن كذلك إلى مشكلة صحية. في بعض الحالات، قد يكون ذلك ناتجاً عن احتباس السوائل، وهو ما يمكن أن يحدث نتيجة لبعض أنواع السرطان مثل سرطان الكلى أو أورام الغدد اللمفاوية. في هذه الحالة، يسبب السرطان خللًا في التوازن الهرموني أو تأثيرات على الكلى، مما يؤدي إلى احتباس السوائل وزيادة الوزن.
كذلك، يُعزى هذا النوع من الزيادة في الوزن إلى عوامل مثل تناول الأدوية أو العوامل النفسية، لكن ينبغي التعامل مع الزيادة غير المبررة بحذر. يُنصح الأفراد بكشف هذه الحالة لمختص الرعاية الصحية لفحص الأسباب المحتملة.
الأهمية الطبية لفهم هذا العارض
من المهم أن يُدرك الشباب والأفراد في مختلف الأعمار أن تغيرات الوزن ليست مجرد مسألة جمالية أو تتعلق باللياقة البدنية، بل إنها قد تكون دلائل على مشكلات صحية أكبر. إن الالتزام بإجراء فحوصات طبية دورية، ومراقبة الوزن بعناية، يمكن أن يُساهم في الكشف المبكر عن السرطان أو غيره من الأمراض المزمنة.
التفاعل السريع مع هذا العارض يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً في نتائج العلاج. فكلما كانت الإصابة مبكّرة، كانت الفرص أفضل للتعافي. لذا، يُشجع الشباب على توعية أنفسهم بشأن أهمية هذا العارض، وعدم تجاهله مهما كانت الأعراض خفيفة أو غير مزعجة.
ختاماً
إن مراقبة تغيرات الوزن غير المبررة يجب أن تُعتبر ذات أهمية قصوى في الرعاية الصحية. ينبغي تفعيل الوعي بوجود هذه المشكلات، والتعليم حولها، لتعزيز الصحة العامة وتقليل المخاطر المستقبلية. فاهتمام الفرد بصحته هو استثمار في المستقبل، ومن المهم أن يكون لديه المعرفة التي تمكّنه من اتخاذ قرارات صحية مستنيرة.