الشيخ محمد متولي الشعراوي
(1911-1998) هو واحد من أبرز العلماء والدعاة في العالم العربي خلال القرن العشرين.
ولد في قرية شبراخيت بمحافظة الدقهلية في مصر، ونشأ في بيئة دينية تربت على العلم والتقوى.
تأثر الشيخ الشعراوي بالفقهاء الكبار والأئمة السلفيين، وقضى حياته في خدمة الإسلام
والمسلمين.
تميزت مسيرة الشيخ
الشعراوي بالتنوع والغنى، إذ تنوعت أعماله وجهوده بين الخطابة، والتفسير، والتأليف،
والدعوة إلى الله. اشتهر الشيخ الشعراوي بقدرته على توصيل الرسالة الدينية بأسلوب بسيط
ومباشر يتفاعل معه الجمهور بسهولة. كانت خطبه ومحاضراته تتميز بالوضوح والإيضاح، حيث
كان يتناول قضايا الحياة اليومية ويقدم التفسير الشرعي لها بطريقة مبسطة ومفهومة للجميع.
واشتهر الشيخ الشعراوي
بفتاواه المعتدلة والمعقولة التي كانت تتماشى مع الزمان والمكان، وتراعي ثوابت الدين
وفهم الناس له. كان يحرص دائمًا على توجيه الناس نحو الخير والإحسان، وكان يدعو إلى
التسامح والتعايش السلمي بين مختلف الطوائف والأديان.
ومن أبرز مؤلفات
الشيخ الشعراوي كتاب “السياسة في الإسلام” الذي تناول فيه دور الإسلام في
تنظيم الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. كما ترك الشيخ الشعراوي إرثًا كبيرًا
من التفاسير والشروحات الدينية التي لا تزال مصدرًا للإلهام والإرشاد للمسلمين حول
العالم.
وعلى الرغم من
وفاته في عام 1998، إلا أن تأثير الشيخ الشعراوي لا يزال حاضرًا في المجتمع الإسلامي،
حيث استمرت محاضراته وكتبه في إثراء المعرفة الدينية وتوجيه الناس نحو الطريق الصحيح
في الحياة. إن إرثه العلمي والدعوي يظل شاهدًا على تأثيره الكبير وأثره العميق في تحقيق
الفهم الصحيح للإسلام وتوجيه الناس إلى سُبُل الخير والتسامح والسلام.