الضوء واللون

 


الضوء واللون

 

ترسل الشمس أشعتها على الأرض؛ فتنيرها بضوئها القوي؛
الساطع؛ الذي يميز النهار عن الليل…

ونحن نظن أن ضوء الشمس أبيض؛ ولكنه في الحقيقة
يتألف من ألوان متعددة؛ تسمى ألوان الطيف…

والألوان التي يتكون من مجموعها نور الشمس هى:
البنفسجي؛ والأزرق؛ والأخضر؛ والأصفر؛ والبرتقالي؛ والأحمر…

وأنت تستطيع أن تتحقق من هذا؛ وأن ترى ألوان الطيف
كلها؛ لو تخلل شعاع الشمس كتلة زجاجية مثلثة؛ أو منشوراً زجاجياً؛ ولو كان عندك
قرص زجاجي يجمع ألوان الطيف؛ ثم أدرته دورات سريعة لبدا لك أبيض ناصعاً؛ كما يظهر
لنا ضوء الشمس…

وحين تخترق أشعة الشمس قطرات الماء الدقيقة التي في
الهواء؛ في يوم ممطر؛ تنحني وتتفرق؛ وتكون ألوان قوس قزح؛ التي تظهر في السماء في
شكل خطوط دائرية عريضة…

وشعاع الشمس ليس مادة كمواد الورق أو الماء أو
الغاز؛ وإنما هو أمواج ضوئية دقيقة؛ مختلفة الأطوال؛ فالأمواج الزرقاء مثلاً أقصر
من الأمواج الحمراء؛ وهذه الأمواج تغير اتجاهها إذا مر الشعاع خلال منشور زجاجي؛
غير أن الأمواج الطويلة لا يتغير اتجاهها تغيراً كبيراً؛ كتغير اتجاه الأمواج
القصيرة؛ وهذا هو السبب الذي يجعل ألوان الضوء تفترق وتتميز؛ وتتحلل إلى ألوان
الطيف…

ونحن نطلق على ما حولنا من الألوان أسماء مختلفة؛
فهذه وردة حمراء؛ وهذا قلم أزرق؛ وتلك سبورة سوداء.. إلى غير ذلك من الألوان؛ والحقيقة
أن هذه الأشياء تمتص بعض ألوان أشعة الشمس وتترك بعضها الآخر؛ ونحن لا نرى إلا
الألوان التي تركتها؛ فالوردة الحمراء تمتص ألوان الضوء؛ عدا اللون الأحمر؛ فإنها
تعكسه وترده إلى العين؛ وورقة الشجر الخضراء تمتص الألوان إلا الأخضر؛ والغبار
المعلق في الجو يمتص ألوان الضوء إلا الأزرق؛ ولهذا تبدو السماء زرقاء؛ والأشياء
السوداء تمتص كل ألوان الضوء ولا تعكس شيئاً؛ أما البيضاء فلا تمتص أي لون؛ وإنما
تعكس الألوان كلها…

والألوان التي نراها فيما يحيط بنا ليست ألواناً نقية
بسيطة؛ مثل حمرة ألوان الطيف؛ أو خضرته؛ بدليل أن ورقة الشجرة لا تبدو سوداء إذا
وضعناها في منطقة من مناطق الطيف غير الخضراء…

ولعلك تلاحظ اختلاف ألوان الأشياء في ضوء (النيون)
عنها في ضوء الشمس؛ فلو أنك وضعت قطعة من نسيج ملون خلال ضوء ينقصه أحد ألوان
الطيف؛ لرأيتها تظهر في لون غير لونها الذي تراها عليه في النهار…

وقد كشف العلماء نوعين من الأشعة لا تراهما عين
الإنسان؛ فهناك أشعة في ألوان الطيف قريبة من اللون الأحمر؛ تسمى (الأشعة تحت
الحمراء)؛ وأشعة أخرى قريبة من اللون البنفسجي؛ تسمى (الأشعة فوق البنفسجية)…

وللأشعة فوق البنفسجية فوائد طبية؛ إذ تستعمل في
علاج بعض الأمراض غير أنها تؤذي العين؛ ولهذا يضع الأطباء الذين يعالجون مرضاهم بها؛
على أعينهم نظارات ملونة مصنوعة من زجاج معين؛ ليمنع وصول تلك الأشعة إلى أعينهم…!

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *