ما هى أدوات الكاتب المبدع؟
إن الملاحظة التي أبداها الرسام الإيطالي
“روبرت هنري” إلى تلميذه تصلح للكاتب أيضا، .. فقد قال “لكي يكون
الفنان ممتعاً للأخرين، لابد أن يكون في البداية ممتعا لنفسه” وأن يكون قادراً
على الشعور المكثف والتأمل العميق؛ وسواء قصد ذلك أم لا، فإن كل ضربة فرشاة هى تسجيل
دقيق لحالته في اللحظة التي يقوم فيها بالعمل”.
إن ملاحظة “روبرت هنري” العميقة
بأنه لا انفصال هناك بين الفنان وعمله، وأن الفنان، بمعنى ما، هو عمله، قالتها
بشكل مختلف الممثلة الكبيرة “إيثيل باريمور” إلى الممثلين الشبان
“تعلموا كيف توسعوا أفقكم، يوماً بعد يوم، وسنة بسنة، فكلما أحببت أشياء
أكثر، واهتممت بأمور أكثر، وتمتعت بمسرات أكثر، وغضبت من أشياء، فإن ذلك يتيح لك
فرصة أكبر للتوحد مع إبداعك.. ويعدك بشكل أفضل لتصبح ممثلاً جيداً، أو فناناً، أو
كاتباً، فالأمر هو نفسه بالنسبة للفنان مهما كان الفن الذي يمارسه، فالحقائق
الإنسانية التي تبدعها أو تعيد خلقها، والقصة التي تسردها، أو المسرحية التي
تمثلها، لابد أن تكون حقيقية تماماً في ذلك العالم الخاص الذي نفخر بأن نسميه
عالمنا الفني”.
ولقد قال عالم النفس “كارل يونج” الشئ
نفسه.. ولكن بشكل آخر، فقد قال “إن الإفتتان هو المفتاح، فحين تجد نفسك
مفتونا تماماً بشئ ما، قباستطاعتك إذا كنت مسيطراً على المبادئ الأساسية، أن
تستخدمه في توسيع موهبتك، وتجويد إبداعك”.
هذا الإفتتان الذي ذكره “كارل
يونج” لا يتركز على الشئ العادي، أو الذي يمكن فهمه بسهولة، كما في التجربة التي
يخوضها الإنسان بنفسه، بل يتركز على الغريب والعجيب الذي يجذب إنتباهنا، ومنه نعمل
لتوسيع فهمنا ومداركنا.
بعض الكتاب يضطؤ مكرها للكتابة عن المرأة،
لكن د. ه لورانس الذي أحب النساء، إستطاع أن يكشف أسرار خفايا المرأة وردود
أفعالها في شخصيتها بدقة، وهى التي تصعب على الكثير من الكاتبات أن يعبرن عنها إلا
قي سيرتهن الذاتية. وقد كتبت بعض النساء بفهم ملحوظ عن الرجال، وكثير من الجنسين
فشل في التعبير كتابة عن الجنس الآخر.
إرسال التعليق