
عون: مستعدون لسحب سلاح حزب الله وتسليمه للجيش
في ظل الأزمة اللبنانية المستمرة وتطرف الأوضاع الأمنية والسياسية، ارتفعت الأصوات الداعية إلى ضرورة إجراء تغييرات جذرية في المشهد العسكري. ومن بين هذه الأصوات، يأتي تصريح الرئيس اللبناني ميشال عون الذي أبدى استعداد بلاده لسحب سلاح حزب الله وتسليمه إلى الجيش اللبناني. هذا التصريح أثار الكثير من النقاشات حول مستقبل السلاح غير الشرعي وتحديات استقرار الدولة اللبنانية.
يعتبر سلاح حزب الله أحد القضايا الأكثر جدلًا في الساحة اللبنانية. فمن جهة، يرى البعض أن وجود هذا السلاح ضروري لمواجهة التهديدات الخارجية، خاصة من الاحتلال الإسرائيلي. ومن ناحية أخرى، يعتبر الكثيرون أن وجوده يهدّد الدولة اللبنانية ويعرقل الجهود نحو بناء جيش موحد وقوي قادر على حماية سيادة البلاد من دون الاعتماد على قوى مسلحة غير حكومية.
إعلان عون جاء في وقت تعتبر فيه البلاد في أمسّ الحاجة إلى وحدة الصف الوطني. إذ لا يخفى أن حزب الله له دور كبير في التوازن السياسي في لبنان، ولكن هذا الدور يأتي مع تبعات تفتقر إلى الآفاق المستقبلية الإيجابية. فاستمرار وجود سلاح غير تابع للجيش الرسمي يؤجج الصراعات الداخلية ويجعل من الصعب على الحكومة اللبنانية فرض سيادتها.
ومع ذلك، عرض عون على المجتمع الدولي أنه مستعد للإطلاع على المساعدات والدعم، شرط أن يكون هناك اتفاق على تسليم سلاح حزب الله للجيش. هذا العرض يمكن أن يكون نقطة انطلاق لمناقشات أوسع تتعلق بالنزاعات السياسية والمسلحة في لبنان، ولكن ينبغي الأخذ في الاعتبار أنه ليس من السهل تنفيذ مثل هذه الخطوة. فحزب الله يعتبر سلاحه جزءاً من مقاومته للأعداء الخارجيين، لذا فإن نقاش سحب السلاح قد يكون محفوفًا بالتحديات.
عمومًا، يجب أن يتمحور الحوار حول كيفية التعامل مع سلاح حزب الله بأسلوب يراعي مصالح جميع الأطراف. إذ إن تقسيم الآراء حول هذه المسألة يعكس واقعًا معقدًا يحتاج إلى حلول مدروسة وعميقة. كما يتوجب على الحكومة اللبنانية في هذه المرحلة أن تعمل على تعزيز ثقة مواطنيها في الجيش اللبناني كقوة عسكرية محترفة وقادرة على حماية الوطن.
لقد أثار تصريح عون العديد من التساؤلات حول ما إذا كانت الدولة اللبنانية تمتلك القدرة على تنفيذ هذه الخطوة فعلاً، ومدى دعم القوى الدولية لهذا التوجه. فالمفاوضات حول سلاح حزب الله ليست مسألة محلية فحسب، بل تحمل دلالات إقليمية قد تؤثر على استقرار المنطقة ككل.
في الختام، يتطلب الأمر نوايا صادقة وحواراً وطنياً جاداً من جميع الفرقاء، بغية الوصول إلى حلول فعالة تعيد الاستقرار إلى لبنان وتضمن مستقبلًا آمنًا للأجيال القادمة. فاستعداد عون لسحب سلاح حزب الله قد يكون بداية لمرحلة جديدة، لكن الأمر يحتاج إلى خطة واضحة وتعهدات قوية من جميع الأطراف المعنية لضمان تحقيق الأمن والاستقرار الدائم في البلاد.