close
أخبار

نعيم قاسم: سلاح حزب الله شأن لبناني داخلي ولن نقبل بتسليمه لإسرائيل

نعيم قاسم: سلاح حزب الله شأن لبناني داخلي ولن نقبل بتسليمه لإسرائيل

في سياق الأحداث الراهنة والمتغيرات السياسية التي تعصف بلبنان، يبرز اسم نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله، كأحد الشخصيات المحورية التي تساهم في صياغة الرؤى والمواقف تجاه عدد من القضايا الملحّة. يعدّ موقف قاسم من سلاح حزب الله من بين القضايا الأكثر جدلاً، حيث تعتبر كلماته وتعليقاته دليلاً على سوء الفهم والخلط الكبيرين في النظرة العامة للملف اللبناني، وخصوصاً ما يتعلق بالعلاقة مع إسرائيل.

ينطلق نعيم قاسم في حديثه عن سلاح حزب الله من منطلق أنه قضية ذات طابع لبناني داخلي، مما يعني أن هذا السلاح هو جزء من السيادة الوطنية اللبنانية، ولا يحق لأحد، بما في ذلك إسرائيل، التدخل في شؤونه. يصف قاسم هذا السلاح بأنه أداة دفاعية أساسية تضمن حماية لبنان من التهديدات الخارجية، ولا سيما من الاعتداءات الإسرائيلية التي تعتبر تاريخياً مصدر قلق دائم للبنانيين. في هذا الإطار، يظهر واضحاً أن قاسم يعتبر أن تسليم السلاح لإسرائيل ليس فقط خياراً غير مقبول، بل هو أيضاً خطرٌ يهدد الاستقرار والأمن في لبنان.

تستند وجهة نظر قاسم إلى تاريخ طويل من المواجهات بين لبنان وإسرائيل، حيث شهدت البلاد اعتداءات متعددة، كان آخرها في صيف عام 2006. ومن ثم، فإن رؤية الحزب لسلاحه لا تتحدّد فقط كونه أداة عسكرية، بل كرمز للكرامة والحق في المقاومة. يعتقد قاسم أن السلاح، في سياق الصراع الدائم مع العدو الإسرائيلي، يعتبر جزءاً من الهوية اللبنانية، وهو ما يبرر التمسك به على الرغم من الضغوط السياسية والدولية.

يجد قاسم في الأزمات السياسية والاقتصادية التي يعيشها لبنان اليوم فرصة لتأكيد هذا الموقف. إذ يعتبر أن الرؤية الأحادية لدور السلاح والتي تركز على النزعات الدولية قد يتم تجاهلها إذا تم الأخذ بعين الاعتبار التحديات الأمنية الحقيقية التي يواجهها لبنان. إن التصور العام الذي يسعى الحزب لنشره يحيط أهمية سلاحه بكونه سياجاً يحمي الوطن، ويعتبر ذلك جزءاً من معادلة القوة التي لا يمكن التفريط بها.

على الصعيد الداخلي، يُظهر قاسم حرصاً كبيراً على التواصل مع القوى السياسية الأخرى، محاولاً شرح موقف الحزب بشكل يضمن شعور الآخرين بانتمائهم إلى وطن تُحترم فيه التنوعات. يفترض أن يعمل على تعزيز النقاش حول سلاح الحزب على أنه عنصر من عناصر القوة اللبنانية وليس كأداة تفرقة.

في ختام مقاله، يُشير قاسم إلى أن مفهوم السلاح يجب أن يتم تناوله في إطار وطني شامل، ينبغي فيه الاعتراف بالتهديدات التي تواجه لبنان ككل، وليس فقط من منظور حزبي. فهناك حاجة إلى التفاهم والتعاون بين مختلف الأطراف اللبنانية لضمان استمرار الأمن والاستقرار. في وجهة نظر قاسم، يبقى سلاح حزب الله ملاذاً ضرورياً لا يمكن التخلي عنه أو التسليم به للعدو، بل يجب أن يُنظر إليه كجزء من الكيان اللبناني.

في المجمل، يظل موقف نعيم قاسم حازماً دفاعاً عن سلاح حزب الله، مع تأكيده على أنه شأن داخلي لا يمكن لأحد التدخل فيه. من خلال هذا الخطاب، يسعى قاسم إلى تعزيز الالتفاف الوطني حول قضايا الدفاع والأمن، رغم ما يواجهه لبنان من تحديات جمة، مما يُبرز أهمية الحوار والتفاهم بين القوى السياسية في هذه المرحلة الحرجة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى