
هل من الممكن أن تصطدم بالأرض؟ أربعة كويكبات يراقبها العلماء
تُعدّ الكويكبات من الظواهر الفلكية المثيرة للاهتمام والتي تثير الكثير من التساؤلات حول إمكانية اصطدامها بالأرض. وقد قام العلماء على مر العقود بدراسة هذه الأجسام السماوية سواء من أجل فهم تكوين النظام الشمسي أو لتحديد الأخطار المحتملة التي قد تُهدد كوكب الأرض. وبالرغم من أن احتمال اصطدام كويكب بالأرض يعدّ ضئيلاً، فإن هناك بعض الكويكبات التي تتم مراقبتها بشكلٍ دقيق، وذلك للدلالات العلمية التي قد تحملها أو للأخطار التي قد تَنتج عن اقترابها.
1. مفهوم الكويكبات وماهيتها
الكويكبات هي أجسام صخرية أو معدنية تدور حول الشمس، وغالبًا ما تتواجد في الحزام الكويكبي بين كوكبي المريخ والمشتري. تمتاز هذه الأجسام بتنوع أحجامها، حيث يمكن أن تتراوح بين عدة أمتار إلى مئات الكيلومترات. وقد كان لعدد من هذه الكويكبات تأثيرات سلبية على الأرض في الماضي، حيث يُعتقد أن هناك كويكبًا أدى إلى انقراض الديناصورات.
2. خطر الاصطدام
تتبع الوكالات الفضائية مثل NASA وESA حركة الكويكبات في الفضاء، خاصةً الكويكبات القريبة من الأرض (NEOs). يُعتبر اصطدام كويكب بالأرض أمرًا نادرًا، ولكن عندما يحدث فإنه قد يتسبب في أضرار كبيرة تتراوح بين تأثيرات محلية محدودة إلى هزات أرضية شديدة أو حتى انقراضات جماعية.
3. الكويكبات الأربعة التي يراقبها العلماء
هناك عدد من الكويكبات التي تُعتبر محل مراقبة شديدة من قبل العلماء نظرًا لاقترابها من مدار الأرض. وفيما يلي أربعة من أبرز هذه الكويكبات:
أ. كويكب “2020 QG”
صُنف كويكب “2020 QG” بأنه من الكويكبات القريبة من الأرض، وقد مرّ بالقرب من الأرض في أغسطس 2020. ويمتاز بحجمه الصغير نسبيًّا مما يجعله أقل خطرًا من غيره، ولكن مراقبته كانت ضرورية للتقييم المستمر.
ب. كويكب “Apophis”
يعتبر كويكب “Apophis” واحدًا من أكثر الكويكبات شهرة بسبب تقديرات سابقة تشير إلى احتمال حدوث اصطدام في عام 2029. ومع تقدم الأبحاث، تبين أن خطر الاصطدام قد انخفض بشكل كبير، ولكنه لا يزال يُعتبر موضوع دراسة مهمة.
ج. كويكب “2019 PDC”
تم التنبؤ بأن كويكب “2019 PDC” يمثل تهديدًا محتملاً للأرض. ينبع خطره من تقديرات حول احتمالات اصطدامه بالأرض في المستقبل. وقد أدى ذلك إلى تخصيص جهود بحثية لدراسة مساراته وتأثيراته المحتملة.
د. كويكب “Bennu”
يعتبر كويكب “Bennu” من الكويكبات الأكثر دراسة حيث أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” عليه مهمة فضائية مخصصة، حيث بينت النتائج الأولية أنه يحمل احتمالات لاصطدامه بالأرض في المستقبل. هذه الاحتمالات منخفضة، ولكن العلماء يسعون لفهم تركيبه بشكل أعمق لتحديد مدى خطورته.
4. الجهود المبذولة لمواجهة خطر الكويكبات
تعمل العديد من الوكالات الفضائية حول العالم على تطوير استراتيجيات لمواجهة خطر الكويكبات، بما في ذلك التصدي لها في حالة الاقتراب القوي من الأرض. تتضمن هذه الجهود نماذج محاكاة ونظم تتبع دقيقة لتحديد المسارات المحتملة للكويكبات.
5. الخاتمة
بالرغم من أن احتمال اصطدام كويكب بالأرض يعدّ منخفضًا، إلا أن المخاطر المترتبة على ذلك قد تكون كبيرة. لذلك، فإن مراقبة الكويكبات من قبل العلماء تعدّ ضرورة ملحة لفهم الآثار المحتملة، والتخطيط المستقبلي لأساليب الدفاع عن كوكب الأرض. يُظهر هذا الجهد التزام الحضارة الإنسانية بحماية نفسها ومنظومتها البيئية من تهديدات الفضاء الخارجي.