لبنان.. غارات إسرائيلية على أهداف مدنية بالناقورة
في يوم الخميس الماضي، شهدت منطقة الناقورة في جنوب لبنان سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت أهدافاً مدنية وأسفرت عن خسائر بشرية كبيرة ودمار هائل في المنطقة. وقد أثارت هذه الغارات استياء واسع النطاق في لبنان وأدانتها الحكومة اللبنانية بشدة.
وفي ظل التوتر المتصاعد بين لبنان وإسرائيل، يأتي هذا الهجوم الجوي الذي استهدف مواقع مدنية على رأسها مرفأ الناقورة، وهو أمر يعد انتهاكاً صارخاً لسيادة لبنان وقرارات مجلس الأمن الدولي. فقد أثبتت التقارير الواردة من المنطقة أن الغارات الإسرائيلية استهدفت بنية تحتية حيوية مثل المستشفيات والمدارس والمنازل السكنية، مما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا بين الأطفال والنساء والمسنين.
وبما أن لبنان تعاني بالفعل من أوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة جراء التدهور الحاد في قيمة العملة وارتفاع معدلات البطالة، فإن هذه الغارات الإسرائيلية تأتي لتزيد من تعقيدات الوضع، وتفاقم من معاناة الشعب اللبناني الذي يعيش تحت وطأة الفقر والجوع.
علاوة على ذلك، تثير هذه الغارات الجوية الأسئلة حول دوافع إسرائيل وراء استهداف أهداف مدنية في لبنان، خاصة في ظل التطورات الإقليمية الحادة والصراعات الجارية في المنطقة. ومن المهم التذكير بأن حق الدفاع عن النفس ينص عليه القانون الدولي، ولكن يجب أن يكون ذلك بشكل مشروع ومن خلال استهداف الأهداف العسكرية فقط، دون اللجوء إلى قوة العسكرية الزائدة عن الحد التي تؤثر على المدنيين.
ولذلك، فإن المجتمع الدولي مطالب بالتدخل العاجل لوقف هذه الغارات الإسرائيلية على الأهداف المدنية في لبنان، وضمان سلامة السكان المدنيين وحمايتهم من الهجمات العدوانية. كما يجب أن تقوم الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها في حفظ السلام والأمن الدوليين والضغط على إسرائيل لوقف هذه الانتهاكات الصارخة للقوانين الدولية.
إن السلام والاستقرار في المنطقة لا يمكن تحقيقها إلا من خلال الامتناع عن العنف والحفاظ على حقوق الإنسان وسيادة الدول. ولن يكون هناك مستقبل مشرق للشعبين اللبناني والفلسطيني إلا من خلال الحوار والحلول السلمية للصراعات والنزاعات التي تعصف بالمنطقة.