
أنا الذئبة الحمراء… وأحكي لكم قصتي
تُعرَف الذئبة الحمراء بأنها مرض مناعي مزمن، وتنجم عن خلل بسيط في جهاز المناعة. في حالتي، بدلاً من أن يقوم جهاز المناعة بمهمة الدفاع عن الجسم، فإنه يبدأ في مهاجمة أنسجة الجسم وكأنها عدو. إنني أتنقل بين مختلف الأنسجة والأعضاء. أحيانًا أكون هادئة، وفي أحيان أخرى أشتعل، مما يسبب الكثير من التعب والمعاناة لمن يعيش معي.
تظهر الذئبة الحمراء لأسباب عديدة. قد يعود السبب الرئيسي إلى اضطرابات جهاز المناعة، إضافة إلى عوامل وراثية قد تكون لها تأثير. التعرض لأشعة الشمس، والضغط النفسي، والتهابات فيروسية، وكذلك بعض الأدوية، تلعب دورًا في ظهور هذه الحالة. ولا ننسى التأثيرات الهرمونية، حيث يُعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة بالذئبة.
إضافةً إلى ذلك، هناك أسباب أقل انتشارًا لكنها تساهم أيضًا في ظهور الذئبة. نقص فيتامين د، ضعف الميتوكوندريا، وجود سموم في الجسم، حساسية الجلوتين، خلل في البكتيريا النافعة، والتهابات قديمة يمكن أن تُعزز من قوة وجودي.
كيف يمكن التعرف على وجودي؟ توترك في أيامك قد يجلب لك بعض العلامات الواضحة. قد تشعر بالإرهاق، ارتفاع طفيف في درجة الحرارة، فقدان الوزن المفاجئ، وآلام في العضلات والمفاصل. بالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن أترك آثارًا على الوجه تُعرف بـ “طفح الفراشة”، كما يُمكن أن تُظهر بعض الأعراض الحساسية عند التعرض للشمس. من المحتمل أن تؤدي حالتي إلى تساقط الشعر، جفاف الجلد، وتقرحات في الفم.
لا تقتصر تأثيراتي على الجلد والمفاصل، بل وصلتني إلى الكلى، حيث يمكن أن تتسبب مشكلتي في حدوث تورم في القدمين، بول رغوي، وارتفاع في ضغط الدم. وفي حال انتقلت إلى المخ والأعصاب، قد تُعاني من صداع، دوخة، نسيان، تنميل، وتشنجات. كما أنني يمكن أن أؤثر على القلب والرئتين، مما يؤدي إلى آلام في الصدر.
على الرغم من أن التعايش معي قد يكون تحدياً كبيراً، إلا أنه يمكن السيطرة على أعراض المرض من خلال الالتزام بنمط حياة صحي، وتناول الأدوية المناسبة، ومراقبة العوامل التي قد تكون مُحرضة على الهجمات. إن الفهم الدقيق لما يمكن أن تسببه الذئبة الحمراء من أعراض ومضاعفات يُعتبر خطوة أولى هامة نحو إدارة هذه الحالة بشكل فعّال.
كثير من الأشخاص المصابين بالذئبة يمكنهم عيش حياة طبيعية ومليئة بالنشاط من خلال التكيف مع حالتهم، والبحث عن الدعم النفسي والعاطفي، والسعي للحفاظ على الصحة العامة. إن رحلة التعايش مع الذئبة الحمراء تتطلب الصبر والمثابرة، لكن بالإرادة والوعي، يمكن تخفيف تأثيراتها وعيش حياة مليئة بالأمل.




