إن وفاء عامر، الفنانة المصرية الموهوبة، كانت تتذكر يوم ذكرى ميلاد الفنان الكبير محمود عبد العزيز بكل حب واحترام. فقد كانت لها فرصة العمل معه في عدة مناسبات، ولكن اللحظة التي لن تنساها أبداً، كانت تلك التي جاءت في إحدى الحفلات الفنية الضخمة.
كانت وفاء ترى محمود عبد العزيز، الرمز الكبير للسينما المصرية، وهو يجلس في كرسيه محاطًا بأنظار الجمهور والإعلاميين. وبينما كانت تقف على المسرح لتلقي خطاب شكر وتقدير عن تعاونها معه في إحدى الأفلام، لاحظت وفاء عامر أن محمود عبد العزيز يبكي بصمت.
لم تتمكن وفاء من تفهم سبب بكاء الفنان الكبير، لكنها شعرت بقلق شديد حياله. وعندما انتهت من خطابها وعادت إلى مقعدها، انتقلت إلى جانب محمود عبد العزيز لتسأله عما يحزنه. وكانت الإجابة مفاجئة.
قال محمود عبد العزيز بصوت متألم: “أنا أبكي لأنني لا أستحق كل هذا الاحترام والحب الذي يظهره لي الناس. أنا لا أستحق كل هذا الإعجاب والتقدير”.
كانت وفاء عامر مذهولة من هذا القول، فلم تكن تتوقع أبداً أن يفكر محمود عبد العزيز بهذا الشكل السلبي عن نفسه، خاصة وأنه كان واحداً من أعظم نجوم السينما المصرية والعربية على الإطلاق.
وبعد أن سمعت كلامه، قالت وفاء بلطف: “إنك تستحق كل هذا الحب والاحترام لأنك كنت دائماً متواضعاً وطيب القلب مع الجميع، وقد ألهمت وشجعت العديد منا للوصول إلى القمة في مجالنا”.
سقطت دمعة من عين محمود عبد العزيز، لكنها هذه المرة من السعادة. فقد شعر بالانطلاقة والثقة من كلام وفاء عامر، وتذكّر حينها عمق التأثير الذي كان يتركه في نفوس الناس من حوله.
إن محمود عبد العزيز كان ولا يزال رمزاً للتواضع والإبداع والتفاني في مجال الفن. وتظل هذه الذكرى الجميلة التي شاركتها مع وفاء عامر خالدة في قلبها، باعتبارها لحظة تعبير عن القدرة الكبيرة للإنسانية على تغيير وتحفيز بعضها البعض نحو الأفضل.