كان “كريم”،
فتى مُغامر وذكي، ويـعشق السفر والترحال، وفي صيف كل عام، يذهب بصحبة أبيه وأمه وأختيه
إلى مدينة الأسكندرية، للتمتع بالبحر،، وكان له صديق من ذات المدينة إسمه “مسعود”،
وكان هو الآخر، فتى مغامر وذكي، ويعشق السفر والترحال، وإضافة إلى ذلك، كان يهوى الإطلاع
على البحوث والإختراعات في المجلات والكتب العلمية المفيدة للإنسانية، وصادف أن زاره صديقه
“كريم”، فوجده منهمكاً في جانب من حديقة بيت أبيه، يُحاول اختراع محرك
هوائي نفاث، صغير الحجم، وصديق للبيئة في ذات الوقت، أي بلا صوت مزعج، أو دخان، يركبُهُ
في عُلبة من المطاط المتين، خفيف الوزن، سريع الطي، وحالما ينجح في ذلك، يغمره فرح
عظيم، فيطلب منه “كريم”، أن يصنع له هو الآخر، محرك نفاث، يركبه في علبة
طائرة مثل علبته، كي يطيرا معاُ في رحلة إلى بلاد الشرق، أو ما يطلق عليها بلاد العجائب، وفي يوم، لا هو بالبارد، ولا هو بالحار،
ينطلق الصديقان بالعلبتين الطائرتين، وكانت أول محطة يحُطا بها هى مدينة “بكين”،
عاصمة “الصين”، وهناك. فوق إحدى الغابات، يحدث خلل مفاجئ في محرك علبة “كريم”،
فبطلب منه “مسعود”، الهبوط برفق على أرض الغابة، التي يطيرا فوقها، فيهبط
“كريم” بسلام، وفي ذيله “مسعود”، وبجوار نهر “زي”1،
يأخذ “مسعود” في إصلاح الخلل الذي أصاب محرك علبة “كريم”، وقبل
أن يُقلعا من جديد بطائرتيهما، وكان الوقت في رابعة النهار، تقبض عليهما عصابة خطف
صينية، ويذهبون بهما إلى قلب الغابة الملئ بالأشجار الكثيفة، وربما الحيوانات
المفترسة،
فتى مُغامر وذكي، ويـعشق السفر والترحال، وفي صيف كل عام، يذهب بصحبة أبيه وأمه وأختيه
إلى مدينة الأسكندرية، للتمتع بالبحر،، وكان له صديق من ذات المدينة إسمه “مسعود”،
وكان هو الآخر، فتى مغامر وذكي، ويعشق السفر والترحال، وإضافة إلى ذلك، كان يهوى الإطلاع
على البحوث والإختراعات في المجلات والكتب العلمية المفيدة للإنسانية، وصادف أن زاره صديقه
“كريم”، فوجده منهمكاً في جانب من حديقة بيت أبيه، يُحاول اختراع محرك
هوائي نفاث، صغير الحجم، وصديق للبيئة في ذات الوقت، أي بلا صوت مزعج، أو دخان، يركبُهُ
في عُلبة من المطاط المتين، خفيف الوزن، سريع الطي، وحالما ينجح في ذلك، يغمره فرح
عظيم، فيطلب منه “كريم”، أن يصنع له هو الآخر، محرك نفاث، يركبه في علبة
طائرة مثل علبته، كي يطيرا معاُ في رحلة إلى بلاد الشرق، أو ما يطلق عليها بلاد العجائب، وفي يوم، لا هو بالبارد، ولا هو بالحار،
ينطلق الصديقان بالعلبتين الطائرتين، وكانت أول محطة يحُطا بها هى مدينة “بكين”،
عاصمة “الصين”، وهناك. فوق إحدى الغابات، يحدث خلل مفاجئ في محرك علبة “كريم”،
فبطلب منه “مسعود”، الهبوط برفق على أرض الغابة، التي يطيرا فوقها، فيهبط
“كريم” بسلام، وفي ذيله “مسعود”، وبجوار نهر “زي”1،
يأخذ “مسعود” في إصلاح الخلل الذي أصاب محرك علبة “كريم”، وقبل
أن يُقلعا من جديد بطائرتيهما، وكان الوقت في رابعة النهار، تقبض عليهما عصابة خطف
صينية، ويذهبون بهما إلى قلب الغابة الملئ بالأشجار الكثيفة، وربما الحيوانات
المفترسة،
فيضطرب قلب “كريم”، ويخفق بشدة، ولكن “مسعود”، يأخذ
في تهدئته، وطمأنته، وهو يقول له “كُن شُجاعاً يا كريم، ولا تخشي شيئاً، وما
دام الله معنا، فسيكتب لنا النجاة”، وبداخل الكوخ، المحاط بالحراس الصينيين، تعرف
السائحان المغامران على الفتى الإيطالي “بربريزي”، الجالس مذعوراً في
ركن من الكوخ، وهو يبكي، وعندما اطمئن إليهما، هدأ بالاً، وتوقف عن البكاء، وفي
صباح اليوم التالي. تطلب العصابة الصينية من الفتيان الثلاثة، القيام بصيد السمك،
فيقضى “كريم” و”مسعود” و”بربريزي” ثلاثة ساعات
متواصلة، يصطادون خلالها السمك بالطريقة الصينية العجيبة، أي ليس لهُم من عمل، إلا
أن يطلقوا الطيّر، ليغوص في الماء، فإذا خرج، إنتزعوا السمك من فمه، أو ضغطوا على
حلقه ليلفظه، ولكن “كريم”، ما لبث أن شعر بالتعب، فقال لـ”مسعود”:
أنظل نعمل على هذا الوجه طول اليوم يا صديفي؟. فقال له “مسعود”: صبراً
يا “كريم”، حتى يأتي الله بالفرج، وهكذا استمر الفتيان الثلاثة، يعملون أربعة
ساعات أخرى، والحراس الصينيون يرقبونهم بشدة، فلا يسمحون لهُم بالراحة لحظة واحدة،
فلما طال الوقت على “كريم”. هتف: إلى متى يا ربي نعمل بلا راحة؟. وأما
آن لهذا الطيّر
في تهدئته، وطمأنته، وهو يقول له “كُن شُجاعاً يا كريم، ولا تخشي شيئاً، وما
دام الله معنا، فسيكتب لنا النجاة”، وبداخل الكوخ، المحاط بالحراس الصينيين، تعرف
السائحان المغامران على الفتى الإيطالي “بربريزي”، الجالس مذعوراً في
ركن من الكوخ، وهو يبكي، وعندما اطمئن إليهما، هدأ بالاً، وتوقف عن البكاء، وفي
صباح اليوم التالي. تطلب العصابة الصينية من الفتيان الثلاثة، القيام بصيد السمك،
فيقضى “كريم” و”مسعود” و”بربريزي” ثلاثة ساعات
متواصلة، يصطادون خلالها السمك بالطريقة الصينية العجيبة، أي ليس لهُم من عمل، إلا
أن يطلقوا الطيّر، ليغوص في الماء، فإذا خرج، إنتزعوا السمك من فمه، أو ضغطوا على
حلقه ليلفظه، ولكن “كريم”، ما لبث أن شعر بالتعب، فقال لـ”مسعود”:
أنظل نعمل على هذا الوجه طول اليوم يا صديفي؟. فقال له “مسعود”: صبراً
يا “كريم”، حتى يأتي الله بالفرج، وهكذا استمر الفتيان الثلاثة، يعملون أربعة
ساعات أخرى، والحراس الصينيون يرقبونهم بشدة، فلا يسمحون لهُم بالراحة لحظة واحدة،
فلما طال الوقت على “كريم”. هتف: إلى متى يا ربي نعمل بلا راحة؟. وأما
آن لهذا الطيّر
المسكين، أن يستريح هو الآخر من عناء الصيد، أو أن يأكل شيئاً من
صيده على الأقل؟. فيضحك “مسعود” ويقول: من قراءاتي عن عادات أهل الصين،
علمت بأنهم عند الصيد بتلك الطريقة، فإنهم يعتقلون الطير من الصيد، إذا أظلم الليل،
ويتركون له بعض ما يصيده بعد ذلك، ليتغذي به، ولا تقلق، بالتأكيد سوف يعتقوننا نحن
أيضاً، ويسمحون لنا بالطعام، وإلا هلكونا جوعاً، فلا يستفيدون مننا. ومن أجل هذا
إطمئن. فلما كان المساء. قدم الحراس للمخطوفين الثلاثة وجبة العشاء، وكانت من طبق أرز،
وسمكة ناشفة، لكل واحد منهم، فقال “كريم” متأففاً: يا ربي. أهذا هو كل
ما يقدمون لنا من الطعام، بعد نهار شاق في الصيد، لم نسترح فيه لحظة واحدة؟. فقال له
“مسعود”: يا “كريم”. كل واحمد ربك. فقال له “كريم”:
طيب. أين الملعقة التي نأكل بها الرز؟ هيا أجبني. فأجابه “مسعود”.. وهو
يضحك: ألم ترى هذين العودين الخشبيين على الطبق؟. إنهما الملعقة التي يؤكل بها
الرز عند أهل الصين، فانظر، هل تستطيع أن تستخدمهما؟. وفي الحال، حاول “كريم”،
أن يلتقط الأرز بالعودين الخشبيين، ولكنه عجز عن ذلك، بعد محاولات كثيرة، فألقاهما
جانباً، وأخذ يأكل الأرز بيده، كما يأكُل أه الصحراء، والفقراء من أهل القرى، وكان
الضجر والتأفف باديين على وجهه، فقال له “مسعود”: أتضجر من يوم واحد يا “كريم”
في هذه البلد العجيبة؟. فكيف إذا عملت بين عصابة الخطف الصينية السنة كلها، تأكل كما
يأكلون، وتعمل كما يعملون؟. فعقب “كريم” وقال مندهشاً: نعم؟. أتتكلم
بجدية؟. أحقاً هذا هو طعامهم الذي يأكلونه كل يوم؟. فأجابه “مسعود”، وهو
يكاد أن يستلقي على قفاه من كثرة الضحك: نعم. أتكلم جد. وهذا هو طعامهم الوطني،
الذي يأكُله أكثر أفراد الشعب الصيني، وليس هم فقط، أما الأغنياء منهم، فقد يأكلون
معه أصناف أخرى، يتخذونها من أنواع عجيبة من السمك، أو من لحم الكلاب السمينة،
الصغيرة، أو من الضفادع، أو من قواقع البحر المقلية بزيت الخروع، أو من بعض أنواع
الفيران. فقاطعه “كريم” وقال بامتعاض: إف. كفي بالله يا “مسعود”،
فقد غثيت نفسي، حتى أكاد أقذف كل ما في بطني من شدة الغثيان. فضحك “مسعود”
من جديد وقال: لا تنسى يا “كريم”، أنك من رغبت في زيارة الصين>
صيده على الأقل؟. فيضحك “مسعود” ويقول: من قراءاتي عن عادات أهل الصين،
علمت بأنهم عند الصيد بتلك الطريقة، فإنهم يعتقلون الطير من الصيد، إذا أظلم الليل،
ويتركون له بعض ما يصيده بعد ذلك، ليتغذي به، ولا تقلق، بالتأكيد سوف يعتقوننا نحن
أيضاً، ويسمحون لنا بالطعام، وإلا هلكونا جوعاً، فلا يستفيدون مننا. ومن أجل هذا
إطمئن. فلما كان المساء. قدم الحراس للمخطوفين الثلاثة وجبة العشاء، وكانت من طبق أرز،
وسمكة ناشفة، لكل واحد منهم، فقال “كريم” متأففاً: يا ربي. أهذا هو كل
ما يقدمون لنا من الطعام، بعد نهار شاق في الصيد، لم نسترح فيه لحظة واحدة؟. فقال له
“مسعود”: يا “كريم”. كل واحمد ربك. فقال له “كريم”:
طيب. أين الملعقة التي نأكل بها الرز؟ هيا أجبني. فأجابه “مسعود”.. وهو
يضحك: ألم ترى هذين العودين الخشبيين على الطبق؟. إنهما الملعقة التي يؤكل بها
الرز عند أهل الصين، فانظر، هل تستطيع أن تستخدمهما؟. وفي الحال، حاول “كريم”،
أن يلتقط الأرز بالعودين الخشبيين، ولكنه عجز عن ذلك، بعد محاولات كثيرة، فألقاهما
جانباً، وأخذ يأكل الأرز بيده، كما يأكُل أه الصحراء، والفقراء من أهل القرى، وكان
الضجر والتأفف باديين على وجهه، فقال له “مسعود”: أتضجر من يوم واحد يا “كريم”
في هذه البلد العجيبة؟. فكيف إذا عملت بين عصابة الخطف الصينية السنة كلها، تأكل كما
يأكلون، وتعمل كما يعملون؟. فعقب “كريم” وقال مندهشاً: نعم؟. أتتكلم
بجدية؟. أحقاً هذا هو طعامهم الذي يأكلونه كل يوم؟. فأجابه “مسعود”، وهو
يكاد أن يستلقي على قفاه من كثرة الضحك: نعم. أتكلم جد. وهذا هو طعامهم الوطني،
الذي يأكُله أكثر أفراد الشعب الصيني، وليس هم فقط، أما الأغنياء منهم، فقد يأكلون
معه أصناف أخرى، يتخذونها من أنواع عجيبة من السمك، أو من لحم الكلاب السمينة،
الصغيرة، أو من الضفادع، أو من قواقع البحر المقلية بزيت الخروع، أو من بعض أنواع
الفيران. فقاطعه “كريم” وقال بامتعاض: إف. كفي بالله يا “مسعود”،
فقد غثيت نفسي، حتى أكاد أقذف كل ما في بطني من شدة الغثيان. فضحك “مسعود”
من جديد وقال: لا تنسى يا “كريم”، أنك من رغبت في زيارة الصين>
من روايتي القادمة للطفل.