النسران الذهبيان
وقف الطيار (نسيم) أمام المرأة، ليطمئن على
مظهره العسكري، وأثناء ذلك، يدخل إبنه(وليد)، وهو يمسك بوردة حمراء، جميلة.
يتقدم (وليد) من أبيه، وهو يقول له:
“هديه
منى يا أبى.. كى تتذكرنى وأنت تطير بطائرتك، فلا تجعل العدو يهزمك”!
يرفع الطيار (نسيم) ولده عن الأرض ويقبله،
ثم يقول له، وهو يأخذ الوردة منه:
“أعدك
يا (وليد) أن لا يهزمني العدو، ولكن، إن إختارنى الله ومت، فلا تحزن، لأن الشهداء
أحياء عند ربهم يُرزقون”
يبتسم (وليد) ويقول لأبيه:
“أعلم
يا أبي، وسأكون بإنتظارك، لأقدم لك وردة جديدة”!
ينصرف الطيار (نسيم) إلى قاعدته الجوية، وهناك،
كان الجو صحواً، ومن وراء نافذة طائرته، ظل يتطلع -ببصره- ليطمئن على زميله (أيمن)
وهو يجلس في طائرته الحربية.
بعد قليل.. يسمع (نسيم) صوت تبليغ لاسلكي:
“من
برج المراقبة إلى النسران الذهبيان، هناك طائرات للعدو تقترب”
يعطى (نسيم) أمراً لزميله (أيمن) بالإستعداد
القتالى، ثم يطلب من بُرج المراقبة، أن يضرب خرطوشة إقلاع لطائرتيهما، فيطلق برج
المراقبة خرطوشة إطلاق خضراء، وعلى الفور، ينطلق (نسيم) بطائرته.. يتبعه الطيار (أيمن).
كان شوق النسران الذهبيان لقتال
العدو، يمثل شوق الجائع لوجبه دسمه، فهُما – مثل كل طيارى مصر- شابين مملوءان
بالحماس والعزة والكرامه وحُب الوطن.
يفتح النسلران الذهبيان السرعة القصوى لطائرتيهما، وبعد ثوان،
يشاهدان
اربع طائرات للعدو، بالإضافة لطائرتين تطيران علي إرتفاع منخفض جدا، فوق سطح مياه
البحر.
يبدأ النسران الذهبيان فى الإشتباك
مع الطائرتين المنخفضتين، اللتين تنصبان كميناً لهما، وفي اقل من ثلاثين ثانيه، يستطيع
(نسيم)، ان يُسقط أول طائرة بصاروخين متتاليين، هُما كُل ما يملُك من صواريخ،
وبعدها تظل المعركه دائرة بين النسران الذهبيان، وبين الطائرة الاخري للعدو، بينما
الطائرات الأربع الباقية للعدو تعود لنجدتها.
يقوم النسران
الذهبيان بمناورة شديدة، بعد أن نفد ما معهما من صواريخ، وكلما بدأ صاروخ للعدو في
الانطلاق نحوهما، يقوما بالطيران عكس إتجاه الصاروخ، حتى يُصاب العدو باليأس، ويخف
الضغط.
يواصل النسران
الذهبيان المناورة الصعبة، وبعد لحظات، يخبرهما برج المراقبة بقدوم عدد من
الطائرات لنجدتهما، والإشتراك فى المعركة، وما إن يشاهدها العدو، حتى يُصاب بالذعر
ويتخلص من الإشتباك، وتلك تعتبر هزيمة للعدو!.
يعود طائرات
النجدة إلى قواعدها سالمة، أما النسران الذهبيان فلا يتمكنا من العودة، لقرب نفاذ
الوقود، وفي الحال، يبدءان البحث عن أقرب مكان للهبوط،، وهما على حافة البحر.
يطلب (نسيم) من (أيمن)
أن يكون اعلي منه درجه، لكي يختار مكانا يهبط عليه اولاً، فإن لم ينجح فى إختياره
للمكان المناسب ومات، يختار هو مكانا اخر يهبط فيه بسلام.
يرفض (أيمن) الطلب
بإصرار، حماية لقائده، ثم يأخذ فى الهبوط علي الطريق الأسفلتى، الذي تحدوه الجبال
من كل جانب، بينما ساحل البحر من خلفه، و فجأة، يتوقف محرك طائرته، فلا يقفز منها،
بل يتمسك بالمحافظة عليها، لكي يكون الإنتصار على العدو كاملاً.
بعد قليل، تلمس
عجلات طائرة (أيمن) ارض الطريق بنجاح، ولكن، بعد متر، او مترين، من حافة الطريق، تتفاجأ
بعربه نقل بمقطورة أمامها.
في ثانية، يرفع (أيمن)
مجموعه العجلات الخلفيه لطائرته، ليبدأ باطنها في الإحتكاك بالارض، وتتوقف -فورا- وسط
الرمال، علي جانب الطريق.
أما (نسيم) فقد لمست
عجلات طائرته الحافه البارزة للطريق -ما بين الاسفلت و بين شاطئ البحر- لتنقلب
طائرته وتنفجر، فيُزَف إلي الجنة، في أجمل و أطهر ما يكون الزفاف، وبين أنامله
وردة حمراء، جميلة!.
إنتهت
القاهرة
2/6/2008م