
الأرنب والثعلب المكار
في غابةٍ كثيفة الأشجار، حيث تسكن الطيور وتغرد الأزهار، كان يعيش أرنبٌ يُدعى “فارس”، وكان يُعرف بسرعته وذكائه. كان دائمًا يبتعد عن المخاطر ويجد طريقه بسهولة بين الأشجار. ولكن، في قلب الغابة، كان هناك ثعلبٌ ماكر يُدعى “رامي”، يمتلئ عقله بالأفكار الملتوية والأطماع.
ذات يوم، اجتمع حيوانات الغابة في لقاءٍ سنويٍ للاحتفال بقدوم فصل الربيع. كلٌّ منهم أحضر ليس فقط طعامًا، بل قصصًا وألعابًا ليقضوا وقتًا ممتعًا معًا. ومن بين تلك الحيوانات، كان الأرنب فارس هو الأكثر بهرجةً، حيث جمع السلال المليئة بالخضروات والفواكه، مما جعل الجميع يزهو بشخصيته المرحة.
لكن، في خضم الاحتفالات، عاد الثعلب رامي إلى حالته القديمة، حيث بدأ يخطط لشيءٍ ما. راقب الأرنب فارس عن كثب، وعندما شعر أن الفرصة سانحة، قرر أن يُخادعه. استغل رامي ذكاءه الماكر وذهب إلى فارس ليخاطبه بكلماتٍ رائعة.
“يا صديقي العزيز، كم أنت موهوب ومحبوب من جميع الحيوانات هنا!” قال رامي بابتسامةٍ خبيثة. “لكن، هل تعلم أن هناك مكانًا بعيدًا في عمق الغابة، يُقال إنه يحتوي على أفضل الجزر في العالم؟”
نظر الأرنب فارس إلى الثعلب بحذر. لم يكن بعيدًا عن علمه أن رامي دائمًا ما يخفي نواياه الحقيقية خلف كلماتٍ عسلية. ولكن فضول الارنب دفعه للسؤال: “أين يمكنني أن أجد هذا المكان؟”
“سأكون دليلك! فقط تعال واتبعي!” رد رامي بتحدٍ. وبدأ يقود الأرنب في طريقٍ ملتويٍ بعيد عن الاحتفالات، وفي أعماق الغابة حيث الضياع هو المصير الممكن.
مع مرور الوقت، بدأ فارس يدرك أنه قد وقع في فخ رامي. لم يكن هناك أثرٌ للجزر، بل كانت هناك زوايا مظلمة وضيقٌ يخيم على المكان. لكن، وبفضل ذكائه، قرر أن يتحلى بالصبر.
بمجرد أن وجد الثعلب أن الأرنب لم يتعثر في الفخ كما هو متوقع، بدأ يتسلط عليه بشكلٍ متزايد. في لحظةٍ حاسمة، قفز فارس بفطنة وفاجأ رامي بتصرفٍ ذكي. تظاهر بأنه فقد الأمل، ثم صرخ بأعلى صوته: “يا حيوانات الغابة! أحتاج للمساعدة!”
على الفور، تجمعت باقي الحيوانات بعد سماع صرخته، مما أسفر عن إحباط خطط رامي المتربص. فزع الثعلب وركض هاربًا، بينما عادت الحيوانات إلى الأرنب فارس، يشيدون ببسالته وذكائه.
اعتذر فارس عن خطأ ثقته برامي، وأكد لنفسه أنه سيظل دائمًا حذرًا. تعلم الدرس المهم: في بعض الأحيان، تكون الكلمات الجميلة مجرد غلافٍ لاخفاء نوايا خبيثة.
ومنذ ذلك الحين، نفذ الأرنب فارس خططًا جديدة لجعل حياة نابضًا بالمغامرة والأمان سويًا، وراقبت الحيوانات بحذرٍ مع من تتعامل، مستفيدين من دروس تلك القصة التي تعلموها من الأرنب والثعلب المكار.