ما هى أنهار
مصر؟.
من الأخطاء الشائعة
أن مصر لا يوجد بها إلا نهر واحد فقط هو نهر النيل، ففي مصر القديمة كان عدد الأنهار
تزيد عن ثمانية أنهار رئيسية، وعشرات، إن لم يك المئات من الأنهار الفرعية “الترع”.
وكان من ضمن تلك الأنهر نهر يتجه ويخرج من محافظة الفيوم الحالية، والذي كان مجراه،
هو ذات مجرى بحر يوسف المتجه للفيوم. والنهر الثاني كان متجهاً ناحية سيناء، وكان إسمه
نهر البيروزي، نسبة إلى بلدة إسمها البليزيون، ومجراه متطابق الأن مع ترعة الشرقاوية.
أما عن الستة أنهار الأخرى، فكانوا يصبون في البحر المتوسط. وكل تلك الأنهار كانت تتفرع
من نهر النيل الرئيسي الأتي من جنوب مصر. أما الأنهار الموسمية، فكانت تصل لعشرات أو
مئات الأنهار، وكانت تبدأ مع فيضان النيل، فتتحول مصر وقتها إلى جنة خضراء يانعة، ومكان
ملئ بالأنهار والخضرة في كل مكان من ربوعها÷ لدرجة أن عدداً كبيراً من تلك الأنهار
كانت تصل لأهرامات الجيزة، وبعد بناء السد العالي، لم يعد هناك فيضان يحدث في مصر من
خلال نهر النيل، وأصبحت مياه النيل المفيضة تتجمع خلف السد العالي في بحيرة ناصر، وهى
بحيرة صناعية عملاقة، ونتيجة لذلك. لم يتبقى في مصر سوى ثلاثة أنهار (النهر الرئيسي
ونهري رشيد ودمياط الفرعيين)، ومن أجل رؤية تلك الأنهار القديمة من جديد، والتي اندثرت،
لا نحتاج إلى أقمار صناعية تستكشف، وتحدد مكانها، ولكن فقط نحتاج إلى إزالة السد العالي
من مكانه، وحين وقت الفيضان، سنجد مصر وقد تحولت من جديد لعشرات، بل مئات، الأنهار
الفرعية والموسمية. ولو أتينا بالصور
المصورة القديمة، وبالتحديد قبل عام 1970 وقت بناء السد العالي، سنجد تلك الصور عامرة
بتلك الأنهار الفرعية والموسمية، والتي كانت تجعل من مصر الأرض الخضراء الزاهرة. وأشهر تلك الصور
على الإطلاق، هى تلك الصورة التي تبين وصول أحد تلك الأنهار لهضبة الأهرامات في جيزه
مصر، وبالقرب من تلك الهضبة حتى الأن يوجد نهر فرعي هو ترعة المريوطية التي لا تبعد
عن الهضبة سوى باثنين من الكيلو مترات، أو أقل.