بيد أوكرانيا يتم الإنتقام لأطفال سوريا.. فقد أتت
أوكرانيا لتقطع دابر تلك الفرقاطة الروسية التي غرقت في البحر الأسود بصاروخيمن
أوكرانيين، فكم أنت كريم يا الله، لك جنودك الخفية والظاهرة، وعلى الباغي الظالم
دارت الدوائر، فقد قتلت تلك الفرقاطة أطفال المسلمين في سوريا بدم بارد، بصواريخها
بعيدة المدى، فأتى الله وانتقم بيد أوكرانيا، فالله ينصر المظلوم ولو بعد حين، وهو
ما نراه بأم أعيننا الأن، فقد وسوس الشيطان لبوتين بأن يرتكب فعلته الفظيعة ضد
أوكرانيا، على الرغم من أنه يعلم جيداً بأن أوكرانيا عبارة عن مستنقع حقيقي لا
مجازي، فقد انصهرت الأن الثلوج على أرض أوكرانيا، فلم تعد صالحة لسير الدبابات
والمجنزرات العسكرية، ولا سبيل سوى الطرق الممهدة التي زُرعت بالألغام والكمائن
الأوكرانية، ناهيك عن المقاومة الشرسة للشعب الأوكراني المجاهد.
إننا أمام حرب بشعة، أشعلها رجل مجنون دموي جليدي الطابع
والنزعة، وسيم وسامة الدمى البلارستيكية، وأبيض بياض الشمع، وأنا أقصد بالطبع
بوتين، وما يمثله من دكتاتورية بغيضة في أبشع صورها، وأحلام يقظة بعودة
الإمبراطورية السوفيتية الغابرة، وعلى رأي الشاعر في إحدى أغاني أم كلثوم “عايزنا
نرجع زي زمان .. قول للزمان ارجع يا زمان”.
إن مشاهد قتل المدنيين الأوكرانيين شئ فظيع يدمي القلب،
ويستلزم استدعاء ألبوم أي ذكريات حلوة من أجل خداع النظر، كي لا تسلمنا المشاهد
المروعة للفزع وارتفاع هرمون الأدرينالين الضار جداً بالصحة القلبية، ولكن، أنا
على يقين بأن أوكرانيا في النهاية ستنتصر، فلا غالب لإرادة الشعوب المحاربة من أجل
قضيتها العادلة، وليس هناك أغلى من العرض والأرض والكرامة والحرية، وما أبهجني، إن
صح التعبير، من تلك الحرب، أن أمريكا والغرب والمسلمين واليهود يقفون في خندق واحد
بجانب أوكرانيا، ويدعمونها ضد الدب الروسي الذي إن انتصر، لا قدر الله، فقل على
العالم السلام.
نعم، أنا مع الشعب الأوكراني وكفاحه العادل ضد الغازي
الروسي، فما ذنب هذا الشعب الطيب؟ هل لأنه يود أن يكون مصيره وقراره بيده، وبعيداً
عن الهيمنة الروسية القديمة؟، إنه شعب طول عمره مسالم، ولم يؤذ أحداً على الإطلاق،
حتى أنه قام بالتنازل عن أسلحته النووية بعد تفكيك الإتحاد السوفيتي، وبحسن نيه، شديد،
خدمة طوعية لدعم السلام العالمي، ولو أنه لا زال بحوزته ترسانته النووية السابقة
تلك، ما جرؤ الرئيس الروسي على فعل فعلته الشنعاء.
في النهاية، أرجو من الله أن يعجل بنهاية تلك الحرب التي
أثرت على العالم بأسره، ومنها بلدي مصر، وأن ينتصر الشعب الأوكراني في نهاية
المطاف، ويملك مصيره بيده، اللهم أمين.
بيد أوكرانا يتم الإنتقام لأطفال سوريا.. دمتم بخير.