إنضمت
“ليليان” لنا من زمن قريب.. هيفاء. طويلة. عامود من العمدان التي ترفع
السماء عن الأرض. سمراء بعض الشئ، كأنها قطعة نساها أخر الليل، حين مضى هارباً
أمام سطوة النهار،. كان فوق سمار “ليليان” ملابس فضفاضة بيضاء، يفوح
منها الطيب والمسك، ومن الأعطاف، ينتشر بخور يحمل إلى الروح ذكرى مجالس العُشاق،
وعلى شفتيها المكتنزتين ظل ابتسامة قبل النطق بالكلمات، إبتسامة قبل نزول الصمت
(يا لقدرتك يا “ليليان” على الإبتسام، وأنت في هذا الموقف العصيب، فيا
تُرى ما هو سبب انضمامك لنا رغم كونك فتاة؟). جسد “ليليان” بدا كانه
مشدوداً على قالب من الجمال. عندما جاءت كل ردودها على كافة الأسئلة بكلمة واحدة
“الثأر”. لم يسكن التلجلج بين الأحرف، كما يحدث عادة بين بنات الدعة
والسكينة. لم تقم بالتجول بين التهويلات، حتى يمكنها العثور على أكثرها مناسبة،
وأقواها قدرة على استدرار العطف، واستجلاب الدموع. ولما انضمت للفرقة، منحناها
حزمة من التدريبات. أتي ذلك في الوقت الذي التهبت فيه المشاعر بينها وبين القائد
“مندور”، الأمر الذي أثار كثيراً من اللغط والشكوك تجاه الفتاة في حينه،
إنتهى بعد فترة قصيرة بزواجهما.
من روايتي القادمة “صاحب الشقة”