ةيطبق الظلام ذو الملمس الخشن على صدري، كانهيار خيمة سوداء، أو إطباق البحر عليّ، وغوصي بلا توقف، وها هو الظلام يتضاعف بعد القمم، تبدو فيه أطراف الجبل مرسومة عل
ى صفحة السماء غير المستوية، تشق جدران الجبال سدوداً في وجه الفراغ، وحالما يشيخ الظلام فجأة، أرى قبضات ضوء تتوهج لثوان، يبدو بعضها كبقايا شمعة صغيرة داخل فانوس غير مرئي، أو نيران منبعثة حول فوهات مدافع تطلق فليزر مضئ، أو مشاعل طائرات تُراقص لهبها فوق الصخور.
يصفر شئ ما في أذني: -حمد لله على سلامتك، فأهمس في الفراغ: -يا إلهي
الرحيم المُنقذ، لمن هذا الصوت الأجش الغريب؟. وبعدئذ. يهرول الدم في عروقي، وينتفض النبض، وهأنذا. أتشهد بصوت مسموع، في حين يخف الصعود، ولكن. تسرع نبضات قلبي، تسرع أيضاً خطواتي، في الوقت الذي أبصر فيه نوراً بلا ضفاف ينبعث من بعيد، فأستنشق الشهيق، وأطرد الزفير، ثم أتشهد وأستغفر بخفوت، في حين تهب ريح عابثة، فلا أرفع عيناي عن الضوء، وكأنه مَنّ وسلوى السماء، ولكن (ما سر هذا النور المزدوج؟.). فأسرع، وأنا أتشبث بخيوط الضوء.
من روايتي القادمة “ذئاب الليل”