وهكذا يتبين لنا من موقف الرقيب مع المُشاكس، ومواقف أخرى أقل أهمية،
من القادة الصغار والكبار، أن أيام المُعسكر التدريبي، بما فيها من طوابير، ومُحاضرات،
وحراسات، ولعب كُرة، وسينما، ووجبات، وتجوال، وجزاءات، كانت ُمُجرد أيام مُتشابهة،
رتيبة، آلية، لا تحتاج منا للعقل، أو للذكاء، بقدر حاجتها للنظام الصارم، وطاعة الأوامر،
وأن يكون نفوذ قادتنا علينا، فوق ما كان لأبائنا وأمهاتنا، وكافة رموز الثقافة، والإقتناع
بكوننا مُجرد “تروس” في عربة الوطن، وقادتتا هُم الوحيدون الذين يتحكمون..
إلى أين تتجه تلك العربة؟. ومتى؟. وكيف؟. وما دُمنا كذلك، فلا يحق لنا التمسُّك
بالتصوير العلمي للوطن، الذي أخذناه عن الأساتذة في المدارس والجامعات، بل الخضوع
في الميدان خضوعاً مُطلقاً لتصوير قادتنا،
بقصد شد عودنا، وتعويدنا على الإنخراط في العسكرية، حتى وإن كانت مُحملة بالكثير
من المظاهر الكاذبة، والتفاصيل الصغيرة، التي لا لزوم لها، ولكننا كنا بارعين في
التمييز بين الحالتين.
من أجواء روايتي القادمة نقطة 14 منراقبة”