التصنيف: رواية

كان صوت وقامة الجندي يحويان صلابة جذو ع النخيل، والوجه مكور، ذي سمرة فاتحة، وشفتين مكتنزتين، وعينين واسعتين، لهما بريق لا يمت إلى هذا الزمان بصلة، وشارب أسود رفيع مقوس…

لم تعُد الحرب مجرد جنون وعذابات للفقد والتيه والآلم، بل جبال من الحزن والقلق والخوف والترقب وركامات ظلمة تتشظى في انتظار فجر جديد قد لا يجئ أبداً. كان بحر العيد…

أغادر في إثر “جرجس” الذي يعتلي منصة طفلية دائرية الشكل، مسورة بثلاثة أضلاع طفلية بارتفاع حوالي متر إلا ربع المتر، يتوسطها عامود معدني صدئ، بارتفاع حوالي متر وربع المتر، يعلوه…

يكتفي جرجس بهز رأسه، ولمعة من عينيه، في الوقت الذي يلفني فيه الصمت والبهوت والآلم الذي يعتصر جبهتي. وفي الأثناء، يتسلل هسيس أحاديث بالمبيت، أميز فيها صوت الضابط “خميس”، وهو…

وضعت حقيبتي الهاندباج فوق المخلة، والذهول يستبد بي (أحقاً. هذا هو مستقري الأخير بعدعناء، ولمدة سنه وأربعة شهور؟.). إستقبلني بالترحاب ثلاثة جنود من جنود النقطة، لباسهم مدني، أحدهما يلبس ترنج،…

كانت بقايا أشعة الشمس في نزعها الأخير، تفرش الوادي والتبة، وهأنذا أدلف في ذيل زملائي، ثم أتمدد على سريري بهمود، القابع عن يمين مدخل المبيت، في حين أوسع عيني، حالما…

كانت عين الشمس على شروق؛ ثم أشرقت في سكون مطبق؛ يعززه تغريد عصافير متفرقة؛ وأشجار السرو والنخيل والسنط والزنزلخت والكافور؛ خصيبة وسامقة وممتدة. وكانت الحياة تغمز بعينها في وقاحة تحت…

بعد عدة ساعات من السير اللاهث الرتيب. بدت الرؤية أشمل وأعمق، والشمس قد أحالت الأفق الغربي إلى وهج يشتعل باللهب البرتقالي، وهى ترمي عينيها على أمها الأرض، وكأنها لا تنتظر…

قطعت العربة عشرات الكيلو مترات، ومع ذلك، وكأنها في مكانها. والشمس باهتة، وحليب الغيم والرمل لا يتغيرا، ومع ذلك، في تغير مستمر، وهل يشبه كثيباً من الرمل كُثيباً آخر؟. وبالرغم.…

رغم علمي بأن صحراء “سيناء” متاهة، غير أنني كنت قد عولت عليها منذ زمن، أن تكون من نصيبي، وفي وحدتي المتأملة تلك، هتفت بي (“أيها الجندي. مد بصرك، وشاهد الرمال).…

كفأر مذعور من قطة براها الجوع، وليت هارباً، ففكرة أن تموت بسبب جمعك للحطب من الوادي الممتد كالصراط، والمُحاط بالجبال والتباب والتلول، الشاخصة نحوك كالعفاريت، هى فكرة سخيفة، ومفزعة بذات…